كلمة رئيس مجلس النواب بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للرياضة

المحرر- متابعة

عقد اليوم بمجلس النواب حفل رمزي بمناسبة اليوم العالمي للرياضة تحت شعار “الرياضة في خدمة التنمية و السلام”، وفي هذا الإطار قدم الحبيب المالكي كلمته للحضور المتواجد بهذه الإحتفالية حيث جاءت على الشكل التالي:

السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي
السيد كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتكوين المهني
السيدة الكاتبة العامة لوزارة الشباب والرياضة
السيد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنسق المقيم لمنظومة الأمم المتحدة بالمغرب
الصديقات والأصدقاء الرياضيين
السيدات والسادة النواب
الحضور الكريم ،

يشرفني أن نلتقي في هذه الاحتفالية الرمزية باليوم العالمي للرياضة في خدمة التنمية و السلام، داخل مجلس النواب، و يسعدني كثيرا أن أرحب بكم و بكن جميعا في هذا الحدث الرياضي الكبير ، و أن أرى وجوهـا طيبة من الحقل الرياضي الوطني، مسؤولين و فاعلين على السواء، إلى جانب فاعلين من الحقل السياسي والبرلماني الوطني تعبيرا عن كون المغرب منخرطا بالقوة و بالفعل في الاحتفال الكوني بهذا اليوم العالمي، ليس فقط لأن المغرب كان هو من بادر، في سنة 2013، إلى اقتراح اعتماد يوم عالمي للرياضة كما يمكن أن يشهـد بذلك الإعلامي الرياضي الكبير القيدوم نائب رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية، والصديق سي كمال لحلو و كذا البطلة و النائبة المحترمة السيدة نوال المتوكل و آخرون من أهل الاختصاص، و لكننا نحتفي -هنا و الآن تحديدا- بهذا اليوم لأن بلادنا أعطت دائمـا المثال تلو المثال على قيمتها النوعيـــة في الحقل الرياضي، و على حجم إسهـامها في واجهة الممارسات الرياضية عبر العالم، وكذا الرصيد الرياضي و الرمزي و الأخلاقي للمملكة المغربية في عدد وافر من الرياضات الفردية والجماعية، الرياضات الجماهيرية و رياضات النخبة، وحجم الأبطال، إنـاثا و ذكورا، الذين واللواتي يعززون الذاكرة المغربية و المغاربية و العربية و الإفريقية العالمية بمنجزهم الاستثنائي الذي لا ينسى.

لقد بات العالم يعرف اليوم أن المنتظم الدولي أقر و أعلن ، في 23 غشت 2013، يوم 6 أبريل يوما عالميا للرياضة من أجل التنمية و السلام و في خدمتهـا، وذلك باقتراح مغربي كما هو الشأن بالنسبـة لأيام عالمية أخرى اقترحها المغرب الشعبي والرسمي على منظمة الأمم المتحدة و على اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم و الثقافة أو على غيرها من المنظمات الأممية الموازية.و هذا ما يدل على أن المغاربة كانوا دائما مهتمين بأن يكون لبلادهم امتداد رمزي كوني، و أن يقتسموا مع العالم القيم الإنسانية الرفيعة و التعبيرات الإبداعية، و نذكر في هذا السياق أن فلاسفة المغرب من الجيل الجديد هم من اقترحوا إقرار يوم عالمي للفلسفة، وأشهد أنني كنت قريبا من هذا الاقتراح و دعمته عندما كنت مسؤولا حكوميا على رأس وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي.كما نذكر أن شعراء المغرب هم من اقترحوا الإعلان عن يوم عالمي للشعر على منظمة اليونسكو، و تبنته ودعمته حكومة صاحب الجلالة التي كان يشرف عليها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي كوزير أول آنذاك.

و اليوم، و تطبيقا لبرنامج الأمم المتحدة و اللجنة الدولية الأولمبية، و بتعاون مع الفرق النيابية، وكذا مع البطلة المغربية و النائبة المحترمة السيدة نوال المتوكل، آثرنا أن نغتنم المناسبة الكونية لنجمع في أفق واحد بين الفاعلين الرياضيين في بلادنا و الفاعلين في المؤسسة التشريعية و كذا لنقتسم جميعا أفق الإسهام الجماعي في التنمية الرياضية و الوطنية، و لنؤكد كبرلمانيين بالخصوص على الدورالحيوي للممارسات الرياضية في حقول التربية و التعليم و الثقافة والبحث العلمي و الأكاديمي، و أيضا علاقات الرياضة بالمجالات الاقتصادية والإجتماعية والسياسية.

​و في هــــذا الإطــــار، لا يمكننــــا إلا أن نستحضــر باعــتزاز الرسالــــة الملكيــــة الساميــــــة التي سبــــق لجلالتــــه أن وجههــــا إلى المناظــــــرة الوطنيــــة الثــــــانيــــة للرياضــة في الصخــيرات ( بتاريخ 25 مارس 2013) ، و التي أبرزت مكـانة القطـــــــاع الرياضي لدى صاحب الجلالة، و حرص جلالته على النهوض بالقطــاع، و السعي الحثيث إلى تجاوز كل مظاهر الاختلال و النقص التي كانت سائدة آنذاك، و العمل على جعل الرياضة كممارسة و كثقافة و كأفق لبناء مجتمع حداثي ديمقراطي سليــم و خلاق.

و لقد عبرت الرسالة الملكية آنذاك عن مدى ارتباط الرياضة بالهوية الجماعية للمغاربة و تجذرها في نفوسهم، و عن كون الأمة المغربية أمة شغوفة بالرياضة، معبأة بكل جماهيرها لنصرة و تشجيع أبطالها و بطلاتها و معتزة بالانجازات الباهرة التي حققوها في مختلف الرياضات، و في مختلف القارات، ورفعوا راية المغرب خفاقة عالية في العديد من الملتقيات الدولية ، كما ألح جلالة الملك على البعد الحقوقي للممارسة الرياضية كحق من الحقوق الأساسية للإنسان، و كرافعة قوية للتنمية البشرية و للاندماج و التلاحم الاجتماعيين ومحاربة الإقصاء و التهميـــش.

والواقع أن الرسالة الملكية تظــل نصا مرجعيا لمختلف الفاعلين و المتدخلين والمعنيين بحقلنا الرياضي لكونها رصدت الواقع الرياضي في بلادنا رصدا نقديا، وقدمت مقترحات جريئة و قوية، و ها نحــن نــرى نتــائجهــــا و ثمارهــا تتحقــق يومــــا بعــد يوم، سواء من حيث التوجه الاستراتيجي الوطني في هذا القطاع، و ما عرفته المؤسسة الرياضية الوطنية من تجديد لهياكلها و أطرها و قياداتها، و ما تشهده من حكامة و شفافية و سلوك ديمقراطي و تنظيم حداثي فعال، و كذا ما اتخذ من تدابير مؤسساتية و قانونية ملائمة.

و ها هي بلادنا أيضا تعود بمنهجية إرادة وطنية قوية إلى المشهد الرياضي العالمي، سواء من خلال ما حققه أبطالنا في الفريق الوطني لكرة القدم من حيث التأهيل إلى كأس العالم في روسيا في صيف 2018 و نوعية الانجاز الباهر على أرضية الملاعب الكروية الأفريقية، أو من خلال ترشح المملكة المغربية، مرة أخرى وبإصرار إلى احتضان كأس العالم سنة 2026.

وكما يعرف الجميع، فالمغرب سبق و تنافس على تنظيم نهائيات هذه الكأس الكروية العالمية في دورات 1994، و 1998، و 2006، و كان أقرب إلى تحقيق هذه الرغبة في دورة 2010 لولا بعض الملابسات التي تداولها الإعلام.

زر الذهاب إلى الأعلى