أين اختفت الزهرة حيدارا سعداني ماء العينين و كيف اصبح محل اعرابهما من قاموس القضية الوطنية

المحرر الرباط

 

يتساءل عدد من المتتبعين للقضية الوطنية، عن سر اختفاء مجموعة من الوجوه عن الساحة، بعدما شكلوا في وقت سابق مادة دسمة تداولتها وسائل الاعلام، و قدمتها للراي العام كشخصيات مناضلة تمسك في ايديها مفاتيح الحل لقضية الصحراء، و مجابهة البوليساريو، لدرجة اننا اعتقدنا انذاك، أننا امام مناضلين من حديد لا يشق لهم غبار.

 

مجموعة من المناضلين و المناضلات، لطالما ضربو الطاولات امام وسائل الاعلام، و اقسموا على الجهاد في سبيل الوطن حتى اخر رمق، لم يعد يظهر لهم اثر اليوم، و باتوا من ذكريات الماضي، ما يدفعنا الى التساؤل عن الاسباب التي تحول دون ظهورهم خصوصا في ظل الاوضاع التي تمر منها قضية الصحراء، و المستجدات التي طرأت على الملف.

 

من منكم لا يتذكر الزهرة حيدارا، رئيسة ما كان يسمى ب”رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية بمشروع الحكم الذاتي”، و صاحبة اغنية “أنا صحراوي من العيون” التي اثارت الكثير من الضحك و السخرية، و كيف انها اختفت منذ اخر صراع لها مع حكومة بنكيران، بعدما اعتصمت لتطالب باسترداد الملايين التي ادعت انها صرفتهم في نشاط حول الصحراء، أحياه الراضي الليلي و ما ادراك ما الراضي الليلي.

 

و على ما يبدو، فان الزهرة حيدارا، التي تحولت من نشر الشعارات الوطنية على صفحتها، الى مشاركة الاشهارات لحمام “فطم”، و مطعم “عند دوماحة” لم تنطق و لو بكلمة تندد من خلالها بما قامت به جبهة البوليساريو، و لم يظهر لها اثر على ساحة النضال منذ السنة الماضية، قد أحالت نفسها على التقاعد من النضال، و دخلت في مرحلة ما بعد الاستفادة من دعم الجهات المعلومة، بفرنسا حيث تدير مشاريعها في سلم و طمأنينة.

 

نتساءل عن سبب اختفاء سعداني ماء العينين، السيدة التي عرفة بشيء واحد و وحيد عبر مختلف دول العالم، هو التجوال بين البلدان و ذرف الدموع اثناء تكرار نفس القصة، بنفس الطريقة و نفس الاسلوب، هذا دون أن نفوت الفرصة للاشارة الى ان هذه السيدة، تربطها علاقة قرابة بنائب رئيس الكوركاس، الذي يعتبره الكثيرون الظل الذي يحميها و يدافع عنها، غير ان اختفاء عن اخر المستجدات يجعلنا نتساءل عما اذا كانت قد استنفدت دموعها أم انها استنفدت الاماكن التي خططت ان تذرف فيها الدموع.

 

على العموم، فان الزهرة و سعداني، ليسا سوى مثال بسيط على العشرات ممن ادعوا النضال لاجل القضية الوطنية و لم يظهر لهم اليوم اثر، و العديد من النشطاء و اشباههم الذين استفادوا من الملايير من اموال الشعب، و هم اليوم يهنؤون بها في نعيم، بينما لازال من عرفناهم بالانفصاليين في الساحة واقفون في وجه المغرب، و لم يختفي اي منهم اللهم من أخدهم الموت الى دار البقاء، و قد يكون لزهرة حيدارا و امينتو حيدر تشابه في الاسماء جعل الجهات المعلومة تلعب عليه، لكن في الايمان بالقضية و الصمود، فهما مختلفتين تماما ولا مجال للمقارنة بينهما.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى