المملكة المغربية تنهار من جنوبها يا جلالة الملك

محمد الفنيش

في بداية مقالنا نهنئ جلالة الملك على شفائه وعودته الى أرض الوطن سالما معافى.

إن عالم اليوم وما يعرفه من تحديات اقتصادية وأمنية لم يعد يقبل التهاون أو الفشل فما أدراك الخيانة والاختراق والفساد على غرار ما يقع في الجنوب المغربي من مدينة كليميم حتى العيون.

عندما ترى شهود الزور يصطفون أمام محكمة كليميم ينتظرون ظالما ما لكي يلقنهم شهادة الزور ويقفون أمام قاضي مرتشي يعرف جيدا أن مهنتهم شهود الزور بسبب تكرار أسمائهم في ملفات عدة أنداك تعرف أن جنوب المملكة ليس بخير! والخطير أن حكم الظلم والجور والفساد والرشوة يصدر باسم جلالة الملك! لكن الخيانة المنتشرة لا ترفع لجلالة الملك وما يصدر باسمه! لو كانت الأجهزة الاستخباراتية تقوم بدورها لكتبت تقرير مفصل عن ذلك وكذلك عن ثروة القاضي وعن ثروة رئيس الضابطة القضائية في كلميم وعن ثروة الوالي وعن ثروة المحافظ وعن ثروة منتخب فاسد لكنها الخيانة يا جلالة الملك, جلالتكم هو الضحية الأول من الفساد أم شعب يتلقى الضربات حتى تأتي موجة خارجية وتذهب به للاتجاه الذي يريدون على غرار سوريا وليبيا واليمن…..

مولاي صاحب الجلالة إن قول الحق كلام مر وقد يكون صعب سماعه لكنه يخاطب الضمير الحي والوطني من أجل إنقاذ المملكة قبل فوات الأوان.

مولاي صاحب الجلالة لقد خلق لك الفساد معارضين في باريس وفي لندن وفي واشنطن وفي هولندا وفي ألمانيا… معارضين لم يظلمهم الملك محمد السادس ولكن ظلموهم من يحظون بالثقة فتلاعبوا من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة.
مولاي صاحب الجلالة إن رؤيتكم السديدة وإرادتكم الحكيمة تحتاج فريق نزيه مخلص لجلالتكم وللوطن والشعب فريق آخر أولوياته المال العام أو الانتقام.

مولاي صاحب الجلالة سيارات المخدرات والتهريب والممنوعات تنطلق من الحدود الجزائرية المغربية جنوبا في اتجاه الشمال والعكس صحيح, سيارات رباعية الدفع مغطاة عن أخرها ولا تحمل ترقيم تمر من أمام حواجز الدرك الملكي والأمن الوطني من مدينة العيون حتى مدينة كلميم وقد شاهدناها في واضح النهار وبالعشرات كما يشاهدها عموم المواطنين هذه السيارات قد تحمل دبابات وقد تحمل أسلحة على غرار السلاح الرشاش الذي ضبط في كلميم وحاولوا في البداية إخفاء العملية نزولا عند رغبات المفسدين.

عملية إرهابية وقعت في قرية جمعة بونعمان حيث تم قتل مواطن ملقب بولد عباس والقتلة أحرار في مدينة العيون بسبب الاختراق والرشوة والفساد, مواطن أخر قتل بسلاح ناري قرب شتوكة أيت باها نواحي أكادير وتم طمس الكثير بسبب الاختراق الواقع في بعض الأجهزة الأمنية.

مولاي صاحب الجلالة إن الظلم والفساد يقتل روح المواطنة ويفكك الدولة وفي حكم المرابطين والسعديين وملوك الطوائف ونظام بنعلي ونظام القذافي وعالي عبد الله صالح خير عبرة.
النظام الملكي المغربي عمره قرابة أربعة قرون نظام قوي بسبب تلاحم الشعب والملك, لكن يا جلالة الملك لا تجعلهم يحكمون من دونك لا تجعلهم يظلمون وجلالتكم حامي حقوق الشعب, إن مخططهم خطير وسمومه بدأت تظهر بضبط كما كانت ظهرت سموم أوفقير في أواخر الستينيات من القرن الماضي.

مولاي صاحب الجلالة لقد نهبوا مخطط التنمية الخاص بالصحراء المغربية فاغتنى ثلة من المنتخبين في حين تم تفقير المواطن الصحراوي وظلمه فثروة بعض المنتخبين في العيون لم تعد تحصيها الأرقام في حين أثناء قدومهم من موريتانيا سنة 1967 بالكاد لا يملك حينها ثمن نعله التقليدي وفي الأرشيف الإسباني خير دليل على تاريخ القدوم ونوعية العمل أنداك وليس كل ما يعرف يقال. نفس الشيء في كلميم منتخب فاسد قدم من عامل في محطة البنزين بمبلغ 50 درهم في اليوم حاليا يملك عقارات في أكادير ومراكش والدار البيضاء والفنيدق….أموال الدولة نهبت لصالح أشخاص وبقي المغرب يعاني وطننا وشعبا.

مولاي صاحب الجلالة عندما حاول ادريس البصري سنة 1999 لي يد جلالتكم وابتزازكم بخلق مظاهرات العيون وخلق عنصرية بين سكان الشمال والجنوب فطنتم للعبة البصري وضربت الأرض بالفساد لكن للأسف تركتم من تتلمذ على يد البصري فكان عقبة أمام طموح جلالتكم.

السيد أدريس جطو يتحمل المسؤولية الكاملة في العبث القائم لأن مراقبته ضعيفة جدا مقارنة مع حجم الفساد القائم فلو كان أدريس جطو يقوم بمهمته على أحسن وجه لما ظهرت أحداث الحسيمة ولا جرادة ولا غيرها….ولا استشرى الفساد إلى هذا الحد.

مولاي أعزك الله أرى المملكة المغربية تنهار من جنوبها وأكتب هذا المقال لتنبيه ووضع الأصبع على الجرح قبل فوات الأوان لأنني أثق في جلالتكم كما أثق في النزهاء والشرفاء في المملكة رجالا ونساء، فأضرب بيد من حديد حفاظا على الحكم السديد والنير وحذاري الثقة بأعداء المغرب وأعداء الملكية الذين عادوا للمغرب لكنهم يحملون الحقد وينتقمون في صمت ولا يجمعهم مع المغرب إلا الدرهم المغربي بل جعلوا من مناصبهم وسيلة لتنفيذ مشروع الجمهورية المغربية بداية مشروعهم هو خلق سخط على الملكية في المغرب عبر ظلم المخلصين والأوفياء ونشر تجارة المخدرات لأنها الطريقة الوحيدة لخلق الفوضى وإدخال الأسلحة وشراء ضعاف النفوس من المسؤولين.