المحرر الرباط
واهم من يعتقد بان حملة المقاطعة التي زعزعة عرش الرجل الذي مكنه نفوذه من التنبؤ بمقعد رئاسة الحكومة قبل سنوات، تستهدف هذا الرجل في شخصه، أو تنتقم لجمعه بين المال و السياسة، و لعل اكبر دليل على ذلك، هو زميله في الحزب و في الحكومة، مولاي حفيظ، و الذي قد يفوق اخنوش مالا، لكنه لم يتضرر من المقاطعة، رغم امتلاكه لشركات بامكان المواطن مقاطعتها.
أخنوش الذي تضرر من حملة المقاطعة بشكل كبير، خصوصا و ان صورته السياسية اصبحت في خبر كان، يجني اليوم ثمار سياسته في التواصل، و الطريقة التي كان يعتمدها طيلة الفترة التي كان يسود فيها، من اجل مخاطبة المغاربة، خصوصا عندما يتعلق الامر بهشاشة على مستوى تكوين الاشخاص المكلفين بالتواصل “لي محزم بيهم”، و الذين عجزوا عن تصريف الازمة في اول امتحان لهم.
و اذا كان الطاقم الاعلامي للوزير المحترم، قد فشل في اول اختبار له، و الحزب لازال يتموقع في الوزارات المستترة، نتساءل عن الطريقة التي كان هؤلاء سيعتمدون عليها في الواصل، لو ان رؤية اخنوش تحققت و لو ان حزب التجمع الوطني للاحرار نجح فعلا في الحصول على المرتبة الاولى في الاستحقاقات المقبلة، و هو الحلم الذي أصبح شبه مستحيل بطبيعة الحال.
الهواية في ممارسة لغة التواصل التي يعتمدها الطاقم الاعلامي لاخنوش، تجسدت في فبركة شريط تضمن رفع شعارات ضده خلال الزيارة الملكية لطنجة، و أظهرت بان من “يتحزم” بهم واحد من اغنياء المغرب، لا يمكن ان يحفظوا له مصالحه السياسية خصوصا في ظل الطريقة المبتدئة التي تمت من خلالها ازالة الصوت من الشريط الاصلي، من اجل ايهام الناس بأن الحاضرين لم يرددون عبارة ارحل في وجه وزير الفلاحة.
الطامة الكبرى، هو عندما تقوم احدى المكلفات بالتواصل لدى الوزير بتوزيع شريط مفبرك على الصحافيين، قضد ايهام الناس بان المغاربة لم يرفعوا شعار ارحل ضد هذا الاخير، ثم يخرج في نفس اليوم، مدير الحزب مصطفى بيتاس، بتدوينة فايسبوكية، يستنكر من خلالها ما وقع، و هو ما يفيد بتفنيده لما تضمنه الشريط المفبرك، و يكشف عن غياب التماسك و الانسجام بين اذرع اخنوش.
سياسة تواصلية اعتمد بشكل كبير على الجرائد الناطقة باللغة الفرنسية، و بعض الجرائد الفاقدة للمصداقية لدى المغاربة، لا يمكن الا ان تكون سببا في توسيع الهوة بين وزير يطمح الى تسيير شؤون البلاد و المغاربة، و ان تجعل من المقاطعة نقطة بداية لابعاد اخنوش عن المشهد السياسي، و التسبب عزله بشكل كبير.