المحرر الرباط
و نحن نتابع ما يجري على الاراضي الروسية، و كيف أن الجامعة قد تكلفت بمصاريف تنقل اعلاميين و منتسبين للاعلام و رؤساء عصب، و اقاماتهم بينما يتابع كبار اللاعبين المغاربة مقابلات المنتخب الوطني عبر شاشات التلفاز بالمقاهي، نستحضر خطاب ملكة سبأ في حضرة مستشاريها، بعد توصلها برسالة سيدنا سليمان.
اليوم و نحن نتابع أعزة أهل كرة القدم، و من بينهم محمد تيمومي، يهانون في روسيا، بينما تجتمع الحسنوات في الاجنحة الفارهة داخل الملعب الذي احتضن مقابلة المنتخب الوطني، نتأكد من أن اكبر خطئ قد تقع فيه أية دولة في العالم على المستوى الرياضي، هو السماح للسياسيين بتدبير مجال لا يفقهون فيه شيئا، من خلال مكتب مسير يضم اعضاء يمارسون السياسة و يرمون جثتهم على كرة القدم.
دخول الساسة الى الميدان الكروي في بلادنا، أرخى بطلاله على رهان المملكة على استضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم، و عمس صورة جعل الاعزة أذلة من خلال الصورة المنتشرة على الموقع الازرق، حيث يظهر منصف بلخياط في الصف الامامي بينما يجلس نور الدين النيبت البطل المغربي السابق و العضو الجامعي في الصفوف الاخيرة، في مشهد مقزز، يعكس الخسارة حتى قبل الاعلان عليها.
الاحداث المتتالية منذ اعلان المغاربة على حملة المقاطعة التي استنفرت الحكومة و القائمين على الاقتصاد الوطني، باتت تشكل سببا كافيا من أجل اعادة النظر في التركيبة البشرية للجامعة، و اعادة اهل الاختصاص الى مكانهم الطبيعي، و تمكين السياسيين من رحلة العودة لممارسة السياسة بعيدا عن كرة القدم، حفاطا على شرفها و التزاما بمواثيق الفيفا التي تمنع عن القادة الجامعيين الانتساب للاحزاب السياسية.