لا يختلف اثنان حول الحضيض الذي باتت سمعة حزب العدالة و التنمية تعيشه منذ أشهر، ولا يمكن لأي كان أن ينفي بأن هذا الحزب الذي تسلق الدرجات بالمشي على جثت المغاربة و الشهداء، قد بدأ ينهار بشكل مهول، و بدأت علامات المرحلة الاخيرة من المرض الذي ينخر جسده المريض تظهر للعيان رغم محاولة جيوشه الالكترونية تصريف الازمة في اوساط الرأي العام.
و منذ تعيين عبد الاله بنكيران على رأس الحكومة، و الشعب المغربي يعاني من الازمات الاقتصادية، و يدفع ثمن وضعه الثقة في جماعة تطمح الى التقدم بأفكار رجعية أكل عليها الظهر و الشرب، مستغلة في ذلك عواطف المواطنين، من خلال دغدغة المشاعر و استغلال الدين في السياسة، من أجل قضاء العطل في سويسرا و دعوة الناس الى السفر داخل ذواتهم.
حامي الدين الذي يعتبر قاب قوسين أو ادنى من الادانة في ملف ايت الجيد، اختار طريقة الاخوان المسلمين في التعامل مع الوضع، و قرر الخروج عن الجماعة من أجل ممارسة الابتزاز على الدولة، و وضع شرعنة لاحتمال اعتقاله على خلفية تورطه في جريمة قتل، فراح يتهج على الملكية و يتهمها بما اقترفت أيدي مشايخه في الحكومة، و كأنه يمارس الوصايةعلى الشعب المغربي، و يتحدث فعلا باسمه.
و لأن الجميع يعلم بأن مشكل عرقلة التنمية في بلادنا، راجع بالاساس للرجعية التي يتم من خلالها تدبير الشأن العام، و تخابر أحزاب الجماعة على حساب الوطن، بل و ممارستهم القوادة لصالح الاجانب، فإن حامي الدين، قد قرر العمل بمنطق “كبّرها تصغار” من خلال التطاول على مقدسات الوطن، لعل الامر يستقر في النهاية على احدى الاحزاب أو الوزراء الساقطين بالمظل على حكومة الارهاب.
حامي الدين نسي خطاب جلالة الملك، أو ربما لم يستمع له أصلا، و كيف أن محمد السادس قد حذر المغاربة من انتخاب الاشخاص المناسبين، مبرئا ذمته من الاتهامات التي جاء بها الرجل اليوم، و محملا مسؤولية ما بقع للناخب الذي يحب عليه حسن الاختيار، و في الاخير فقد مرر رسالة واضحة للمغاربة أجمعين، مضمونها هو أنه لا ينتمي لاي جهة سياسية كيفما كانت، و يلتزم بالحياد اتجاه جميع الفرقاء.
و أن يهاجم حتمي الدين مقدسات و ثوابت الامة المغربية، خدمة لاجنداته السياسية، و من اجل ممارسة الابتزاز على الدولة، فان من صمت على وصوله للجامعات بالغش، و من يتستر على تخابره ضد المملكة، و من يسكت على استقوائه وحرمه من صناديق الدولة، يتحملون المسؤولية كاملة، لان الوضع الطبيعي لهذا البيدق السياسي هو سجن بولمهارزه حيث تنتظره روح ايت الجيد لتعذيبه في الدنيا قبل الاخرة.