المحرر الرباط
لا شك ان الحركات التسخينية للاستحقاقات الانتخابية القادمة، قد شارفت على الانتهاء، بعدما كشرت الاحزاب عن أنيابها، و بدأت في خوض حملات انتخابية سابقة لأوانها، من خلال تبادل الاتهامات و التنابز بالالقاب السياسية، التي كشفت و الى حدود الساعة عن عورة حزبي العدالة و التنمية و غريمه التقليدي الاصالة و المعاصرة، بينما لازال الاستقلاليون منغمسون في حربهم الداخلية، مع انطلاق موسم الترحيلات عند الاتحاد الاشتراكي.
مصطلح “اسلمة الدولة و السياسة و المجتمع”، اخر ما جادت به قريحة اتباع العلامة الياس العماري، الذي اختار أن يبقى في الكواليس، بعدما “بهدله” الفايسبوكيون عقب خرجات اعلامية ابان من خلالها عن الارتجالية في المواقف، و عن الضبابية التي تسود تصريحاته، خصوصا تلك المتعلقة براتب الجهة، و تحضيره للدكتوراه بعدما كان قد غادر مقاعد الدراسة مبكرا.
من جهة اخرى، فقد اختار مريدو الزاوية المصباحية، مصطلح “العلمانية” من اجل مهاجمة خصومهم، و اتهامهم بالالحاد و ما الى ذلك من الاوصاف التي أخد الياس لخريسي الملقب ب “الشيخ سار” مبادرة استعمالها من خلال برنامج مثير للضحك، لا شك أن هناك من اختار له الوقت المناسب كي يهاجم العلمانيين، و هو نفس الشخص الذي ابان عن ازدواجية في الشخصية، من خلال تعامله مع الاحداث، بين مهاجمة البيجيدي بعد “سلخ” خطيبته التي كانت ضمن الاساتذة المتدربين، و الارتماء في احضانه، بعد فضيحة بنحماد و النجاري.
و سواء تعلق الامر بالعلمانية أو بأخونة الدولة، فان حزبي الجرار و المصباح، يستعملان كلاهما الدين في حملات انتخابية سابقة لاوانها، لكن حسب طريقة شيوخه و رواده، بينما يعلم المغاربة جميعا، ان أحزابنا و للاسف، لا تصلح الا لاستعمال الانحطاط السياسي، و تبادل الاتهامات، و تظل عاجزة كلما تعلق الامر بالصالح العام.