المحرر الرباط
كثير من المواطنين اطلعوا على قصة المغربية التي اعتقلتها السلطات البلجيكية قبل أن يتم ترحيلها الى المغرب بشكل سطحي، ولا أحد تساءل كيف لشابة في مقتبل العمر، تنحدر من مدينة الداخلة و من أسرة متواضعة، أن تشكل خطرا على الامن القومي لدولة اروبية تحتضن مقر الناتو و مؤسسات أوروبية ضخمة.
بعض المصادر أكدت على أن كوثر، كانت تكتري شقة ولم تستطع تبرير مصادر الايجار الدين كانت تدفعه بشكل منتظم، بينما أوضحت مصادر أخرى أن المعنية بالامر قد تجاوزت التسعين يوما فوق التراب البلجيكي دون توفرها على شهادة اقامة، و هو ما يمنعه القانون على زوار جميع دول العالم، حتى و ان توفروا على تأشيرات بخمس سنوات.
لكن ما علاقة تواجد كوثر فال فوق التراب البلجيكي دون سند قانوني، بقضية تشكيلها خطرا على الامن القومي لهذا البلد؟ سؤال قد يحتاج الى كثير من التمعن إذا ما علمنا بأن هذه الشابة لا علاقة لا بالارهاب الذي يعتبر السبب الوارد أكثر حتى يتم اتهام أي شخص بتشكيله خطرا على هذه الدولة أو تلك، بل و أن المعنية بالامر تدير مهرجانا بالمغرب، يضم بين فقراته سهرات غنائية.
و من بين الاسباب التي قد تعجل بترحيل الاشخاص من اية دولة بدعوى تشميل خطر على امنها، هو تبوث تعاملهم مع جهاز مخابراتي أجنبي، و هو الشيء الوارد في قضية كوثر فال، طالما أن جل تحركاتها خارج أرض الوطن ظلت تحت مجهر المتتبعين، الذين لطالما تساءلوا “لماذا كوثر فال بالذات؟” و كيف تمكنت هذه السيدة من تحقيق كل هذه المكاسب دونا عن مئات الشابات المنحدرين من مدينة الداخلة؟
المقربون من كوثر، يعلمون بأن آثار النعمة تظهر عليها جلية، من خلال الملابس الفاخرة التي ترتديها، و العطور الفارهة التي تنبعث من ثيابها على مسافة طويلة، و يؤكدون على أنها ليست أول مرة تكتري فيها شقة باروبا، أو تنزل فيها في أفخم الفنادق، فكيف لشابة حديثة الالتحاق بالعمل الجمعوي و الحقوقي، و بعالم الاقتصاد، أن تحقق كل هذه المكاسب، علما أنها تنتمي لاسرة متواضعة؟
مغادرة كوثر فال للتراب الوطني خلال الفترة التي امر القضاء باحضار المشتكيات ببوعشرين بالقوة، و الرسالة التي تلقاها توفيق قبيل اعتقاله من طرف احد مقربيه، بالاضافة الى تراجع بعض المشتكيات عن شكاياتهن، يعتبر تلميحا الى وجود جهة من الجهات، كانت تسعى في الخفاء الى الدفاع عن مدير نشر يومية اخبار اليوم، و في ظل ما تم ترويجه من اخبار حول الاغراءات المالية التي تم اقتراحها على المشتكيات فان التفكير سينحصر حول جهة معروفة، تجمع بين المال و العملاء المعروفين بالموالاة لها….
و سواء تعلق الامر بمحاولة لهروب فال من القضاء حتى لا تقدم شهادتها أمام المحكمة، أو اصرار على اختراق المحكمة الاروبية ابان تداول قضية اتفاق الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الاروبي، فان ما تم تداوله من طرف الصحافة البلجيكية بخصوص تشكيل المعنية بالامر لخطر على الامن القومي البلجيكي، يجعلنا نتساءل عن نوعية هذا الخطر، و ما إذا كانت بلحيكا ستمتعها بالفيزا مرة أخرى أم أنها حُرمت منها نهائيا.