هل انضم عبد العالي حامي الدين الى حلف عزيز أخنوش؟

المحرر الرباط

 

عندما نتحدث عن السياسة، فإننا أمام مجموعة من الرموز التي لا يمكن فهمها الا من طرف أصحاب الميدان، و قد يتهيؤ للبعض حل امور كثيرة بسهولة، لكنها في واقع الحال أكثر تعقيدا منا يراه هؤلاء، خصوصا عندما يتعلق الامر بأشخاص من طينة حامي الدين، الذي يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، و يتوفر على ما يكفي من الحنكة لهدم محفل أو المساهمة في استمراره.

 

الخرجة الغير متوقعة لعبد العالي حامي الدين، بخصوص مهاجمته لعزيز أخنوش، قد يراها الكثيرون ردة فعل عادية، صادرة عن شخصية متعصبة تنتمي لحزب معارض لتوجهات الوزير السوسي، و لتيار داخل هذا الحزب، يكن العداء لاخنوش بنفسه دونا عن باقي التجمعيين، لكنها في حقيقة الامر، تعتبر شجرة تخفي وراءها غابة من المصالح المتبادلة و المشتركة.

 

دعوة حامي دين لاسقاط عزيز أخنوش، لم تأتي في اطار المألوف، بقدر ما هي محاولة لقلب استراتيجية كانت ستنتهي فعلا باعفاء وزير الفلاحة، و سي عبد العالي يعلم أكثر من غيره بأن مطالبته باسقاط أي كان منصبه لن يزيد المخزن سوى اصرارا على الاحتفاظ به، و هو ما كان الرجل يسعى اليه في اطار خدمة مقدمة لعزيز أخنوش على طابق من ذهب.

 

لماذا هاجم عبد العالي حامي الدين، التجمعيين في هذا الوقت بالذات؟ و لماذا اختار هذا التوقيت من أجل المطالبة باعفاء أخنوش على وجه الخصوص؟ سؤال لا يحتاج الى الكثير من التفكير إذا ما علمنا أن هذا الهجوم قد عتق رقبة الوزير، و جعله يفلت من الاعفاء بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من زلزال أسقط محمد بوسعيد الذي لم يهاجمه البيجيدي ولا محمد زيان و لا كثير من الذين يدعون الدفاع عن المصلحة العامة.

 

اليوم و نحن نتابع افلات أخنوش من الاعفاء، نطرح أكثر من علامة استفهام حول علاقة هذا الامر بخرجات عبد العالي حامي الدين، و ما إذا كان الرجل قد قدم خدمة لمن نعتقد أنه غريمه السياسي عن قصد أو عن غير قصد، و على العموم فان أول ما يجب على أخنوش فعله مباشرة بعد عودته من اليونان حيث يقضي عطلته، هو أن يذبح عجلا في ضريح سيدي ميشيل و أن يهديه لحامي الدين و أن يدعي له بموفور الصحة و الهناء،

زر الذهاب إلى الأعلى