الحجاج المغاربة: ” وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”

المحرر الرباط

 

أتعجب من أشخاص يتركون الاف الشياطين في بلدانهم، و يدفعون للسعودية كي تقبل انتقالهم الى الاراضي المقدسة من اجل رجم الشيطان، الذي قد يكون حليف بعضهم، و صديق البعض الاخر، طالما اننا نتابع كبار الفاسدين و المختلسين و رؤوس الفساد يصطفون الى جانب الحجاج من أجل اداء ضريبة الجزية للولايات المتحدة الامريكية، نظير المشاركة في التحالف على المسلمين.

 

من بين الحجاج من ينتقل الى السعودية باموال سرقها من صناديق الشعب، و من بينهم من استفاد من القروض البنكية التي هي في الاصل ربى، كي يكمل دينه على حد تعبيره، و من بينهم من وهب كل ادخاره للسعوية كي يحج، و من بينهم من باع ممتلكاته و ذهب ليرجم الشطان، بل من بينهم الشيطان نفسه، يرتدي الابيض و يحمل الحصى كي يرجم أخاه.

 

من بين كل هؤلاء، لم يتعذب في الحج، سوى الفئة التي باعت ما وراءها و ما امامها كي تزور المقام المقدس، تلك الفئة التي تكبدت خسائر عظيمة نظير ادائها للجزية، هي التي نتابعها تتعذب و تعاني من الخدمات الرديئة التي لا تجد من يراقيبها، و من اتحتيال وكالات الاسفار التي تبيع الوهم لزبنائها، و هي نفس الفئة التي دفعتها أنانيتها الى التسابق نحو الحج، رغم انها تعلم أن عودتها ستتبعها اياما عصيبة في البلاد.

 

الفئة التي قد يدعي البعض بان حجها مقبول، هي التي تعاني و تتكبد المشقات بالسعودية، بينما يتنقل “|كروش لحرام” في الحافلات المكيفة، و يستفيدون من الخدمات الاستثنائية، ولا ينتظرون في طوابير كي يرجموا الشيطان، فالحج بدوره قد قسم الى درجات، و الممرات قد فصلت على مقاس أصحابها، لهذا قد تجد ممرا لا تطؤه أقدام الدراويش و ممر موازي لا يكاد يتحمل ضجيج الاقدام.

 

و اذا كان الحجاج المغاربة قد صدموا لوقع الصدمة التي نزلت على رؤوسهم في الديار المقدسة، بسبب سوء الخدمات، فلابد لهم أن يعلموا، بأن السعودية قد قلصت من الجودة حتى تتمكن من الدفع للصديق ترامب، و أن أموالهم التي دفعوها لهذا البلد، قد ساهموا من خلالها بضرب اليمن و زرع الفتنة في البلدان الاسلامية، و حتى تظل ايفانيكا راضية علينا، لابد من أن يضحي الحجاج بجزئ من راحتهم، و من اعترض على سوء الخدمات فليتذكر قول الله تعالى: ” وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى