“ألف بنكيران ولا أخنوش واحد”

المحرر الرباط

 

رغم ما أثير حول الفترة التي سير فيها عبد الاله بنكيران البلاد، من لغط، و ما تداولته وسائل الاعلام من هفوات قاتلة ارتكبها الرجل ضد الطبقة الكادحة، إلا أنه سيبقى أرحم بكثير على البلاد من سياسي كعزيز أخنوش، و الذي استغل فترة وجيزة اثناء تدبيره لوزارة المالية من أجل تأمين مصالحه بالملايير “و العهدة على محمد زيان”.

 

و نتساءل إن كان هذا الرجل الذي لم يفوت فرصة أيام قليلة لتأمين مصالحه، سيمضي مدة خمس سنوات كرئيس للحكومة دون أن يأمن المزيد و المزيد من مصالحه، التي تعادل في قيمتها المادية المدخول اليومي للسواد الاعظم من الاسر المغربية، و من ثم نطرح السؤال حول ما إذا كان أخنوش أهل لقيادة الحكومة المقبلة؟

 

و يرى الكثيرون أن أخنوش الذي يفقه الكثير في السياسة، و الذي لا يتوفر على تاريخ نضالي يؤهله لقيادة الحكومة، لا يختلف كثيرا عن الياس العماري، الذي استُعمل كمشروع بديل للاسلاميين، فباع الوهم للدولة، و حقق الكثير لصالحه، ثم غادر المشهد السياسي رابحا، بينما خسرت الجهات التي راهنت عليه الكثير بسببه.

 

وقد لا يختلف اغلب المواطنين، حول استحالة تحقيق حزب التجمع الوطني للاحرار، لنتائج ايجابية في الانتخابات المقبلة، بعد سلسلة من المستجدات التي طرأت مؤخرا، خصوصا على هامش حملة المقاطعة، التي أثبتت أن الشعب المغربي لا يعترف صراحة بعزيز أخنوش، و الدليل هو الخسائر التي تكبدتها شركة افريقيا، بسبب نفور المواطنين منها، و مقاطعتهم لمحروقاتها.

 

عزيز أخنوش، و مهما اختلف الناس حول شخصيته و أسلوبه في التعامل مع الاخر، إلا أنه لا يصلح لتدبير الشأن الحكومي، لسبب بسيط يكمن في تضارب احتلاله لمنصب رئيس الحكومة و صفته كرجل أعمال يستثمر في كل شيء “الغاز المحروقات الفلاحة العقار ….”، بل و يستحوذ على الباطرونا التي بات مزوار زعيما لها، و هو ما يجعل الكفة تميل نحو الاقطاعيين على حساب الشعب المقهور.

 

و كمثال على ما سبق ذكره، يكفي العودة الى المجال الفلاحي الذي يسيره حاليا المعني بالامر، و التدقيق في الفئات التي تنعم في رغد العيش خارج المدار الحضري، للوقوف على حقيقة مفادها أن مخطط المغرب الاخضر قد أعطى الكثير لكبار الاقطاعيين، بينما يتطلع الفلاح الى التعادل بعد جني الغلة، ثم الجال البحري، حيث ينعم الاغنياء بالتراخيص و الامتيازات، بينما يشتري المواطن السردين بثلاثين درهم.

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد