زمرة الامير الاحمر

المحرر الرباط

 

ما معنى أن يمول أمير له مكانته الاعتبارية في المجتمع و الدولة، شرذمة ممن يطلقون على أنفسهم “عدميين”، كي يهاجموا وطنه و عائلته؟ و لماذا يواصل هذا الرجل خرجاته الاعلامية المسمومة، و يصر على تقطير الشمع على الدولة المغربية، و يدعي تشدقه للحرية و هو يعيش في أعظم دول العالم؟

 

سؤال تسهل الاجابة عليه إذا ما اطلعنا على ماضي هذا الرجل، و تاريخه النضالي منذ اندلاع أحداث الربيع العربي، و ما رافقه من احتجاجات في الشارع المغربي، حيث لامس المتتبعون بصمة الامير الاحمر، و تأكدوا من أن حراك عشرين فبراير لم يكن بريئا للدرجة التي كان بعض المشاركين فيه يظنونها.

 

بعض العارفين بخبايا الحراك، يؤكدون على أن أموال الامير الاحمر، قد شكلت محفزا أساسيا لبعض مرتادي حانة “au hasard” للبقاء في الشارع، رغم المبادرات التي أطلقتها الدولة آنذاك، و يؤكدون على أن معظم المشاركين في مظاهرات الحراك كانوا عبارة عن قطيع يتحكم فيه البعض بطريقة مدروسة، بينما كان معارف الامير خارج ارض الوطن يسهرون على تهييج الشارع العام، عبر اشرطة يتم تداولها على أوسع نقاط.

 

و يروي بعض رواد حركة عشرين فبراير، كيف كان صقورها يعيشون الرفاهية، و يصرفون الاموال الطائلة داخل الحانات و العلب الليلية، في وقت كان الجميع يعلم بأنهم عاطلون عن العمل، بل و يؤكدون على أن ظرفية تلك الحقبة حالت دون طرح تساؤلات عن مصدر الاموال التي كانت توزع عقب كل مظاهرة، من طرف أشخاص كانوا حتى الامس القريب لا يمتلكون ثمن علبة سجائر.

 

الامير الاحمر، و من خلال بعض معارفه بالمغرب، استطاع أن يشكل شبكة، كانت تعمل بالموازاة مع باقي العملاء، و كانت تطمح بدورها الى جر البلاد نحو الهاوية، على أمل اعادة السيناريو الذي وقع في تونس، لعل و عسى، يتمكن الامير من العودة بعد حين، فيقدم نفسه كمنقد للبلاد و العباد، فيحقق الحلم الذي لطالما راوده منذ أن كان شابا طموحا يعيش تحت ظل الحسن الثاني، شأنه شأن باقي الامراء في القصر.

 

و إذا كان الاحمر، مستمر في هدر الملايين على العدميين و المنظمات المعادية لبلادنا،  دون أن ييأس، فإن الامر يعود بالاساس الى حقد دفين لطالما حال بينه و بين المنطق الذي يقتضي أن الحاكم الشرعي للبلاد هو محمد السادس، و جعله يتمرد على القضاء و القدر الذي جعل محمد السادس ملكا، و جعله اميرا، و بدل أن يحمد الله الذي فضله على كثير من عباده، يواصل بحثه عن منصب لم يكتبه له القدر.

 

مشكلة الامير الاحمر، و حيب تسلسل الاحداث، لم تكن في يوم من الايام مع الوطن أو القصر، بقدر ما هي عقدة نفسية، ناتجة عن احساس بالغيرة و الحسد، تطور بداخله حتى بات يشكل هاجسا يتوقع البعض أنه سيتسبب في افلاسه، خصوصا في ظل تواجد محيط لا يؤمن بالافكار و القناعات بقدر إيمانه بالعملة الصعبة، و مستعد للتخلي على اصوله إذا ما صادف من يدفع أكثر.

 

بالله عليكم ما الذي ينقص الامير حتى يخوض هذه الحرب على اقاربه، الذين لازالوا يترفعون عن السقوط في متاهة “عزبة آدم”، و يعاملونه بما تقتضيه أصول القرابة و الدم، في وقت نتابع فيه كيف يُعامل الامراء في عدد من الدول الاخرى فقط من أجل ارغامهم على دفع المال للنظام، و الالتزام بقوانين البلاط، و قد نستغرب من تصرفات اميرنا المحترم الذي يسعى الى الحكم في زمن حسم فيه المغاربة مصيرهم.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد