الهجرة و الهجرة المضادة بالمغرب

عمار قردود المحرر
أعلنت الحكومة المغربية إحباط أكثر “من 54 ألف محاولة للهجرة غير القانونية” نحو أوروبا خلال سنة 2018، وتفكيك “74 شبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب والاتجار بالبشر”.
وتبعا للمصدر نفسه، فقد أسفرت هذه العمليات عن احتجاز أكثر من من 1900 آلية من زوارق مطاطية ودراجات مائية تستعمل في محاولات الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإسبانية.
وباتت السواحل الشمالية للمغرب بمثابة البوابة الرئيسية للعبور الى أوروبا، حيث وصل 17 ألفا و522 مهاجرا عبر هذه الطريق إلى إسبانيا منذ مطلع هذه السنة، مقابل 16 ألفًا و452 وصلوا عبر إيطاليا، و13 ألفًا و120 مهاجرًا وصلوا عبر اليونان، وذلك بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة.
وأوقفت أجهزة الأمن المغربية منذ بداية العام أكثر من 230 شخصًا، بينهم مغاربة وآخرون ينحدرون من دول جنوب الصحراء، متورطون في تهريب مهاجرين.
السواحل الشمالية للمغرب أصبحت البوابة الرئيسية لعبور المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا
قالت منظمة العفو الدولية إن نقل السلطات المغربية مهاجرين غير شرعيين من شمال المملكة إلى مناطق جنوبية “تعتبر قاسية وغير قانونية”، وتتم “دون اتباع الإجراءات القانونية”.
وأطلقت السلطات المغربية الأسبوع الماضي عملية لنقل مهاجرين نحو الجنوب في سياق جهود “محاربة مافيات الاتجار بالبشر”، وذلك في أعقاب محاولة وصفتها السلطات بأنها “عنيفة” قام بها مهاجرون لاختراق السياج الحدودي لجيب سبتة الإسباني شمال المغرب، في 22 أوت.
وأكدت الحكومة أن عمليات ترحيل المهاجرين “جرت في احترام تام للضوابط القانونية”، وأنها ترمي إلى ضمان “سلامة” المهاجرين وإبعادهم عن مخاطر شبكات الاتجار بالبشر التي تنشط بشمال المملكة.
واعتبرت المنظمة أن هذه العملية بدأت منذ نهاية جويلية من خلال “مداهمات كبيرة”، قامت بها قوات الأمن بعدة مدن في المناطق الشمالية المجاورة للحدود الإسبانية.
وقدّر بيان للمنظة عدد المشمولين بها نحو خمسة آلاف شخص، نقلا عن معطيات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وأضاف أن السلطات “أرغمت” مهاجرين وطالبي لجوء على ركوب حافلات “مكبلين بالأصفاد”، ليهجروا “قسراً إلى مناطق نائية قريبة من الحدود الجزائرية، أو في المناطق النائية الجنوبية”.
ودعت العفو الدولية إسبانيا والاتحاد الأوروبي إلى “إعادة تركيز تعاونهما مع المغرب، مع إعطاء الأولوية لحماية حقوق الإنسان”، متسائلة عما إذا كانت عمليات الترحيل تتم في ظل “تواطؤ إسباني”.
وباتت السواحل الشمالية للمغرب بمثابة البوابة الرئيسية للعبور إلى أوروبا.
فقد وصل 17522 مهاجرًا عبر هذه الطريق إلى إسبانيا منذ مطلع العام الحالي، مقابل 16452 وصلوا الى إيطاليا و13120 إلى اليونان، بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة.
وشدّدت الحكومة المغربية على أنها لن تسمح بتحول أراضيها إلى “مرتع لأنشطة مهربي البشر”، كما أنه “لن تقبل بلعب دور الدركي بالمنطقة”. وأعلنت عن إحباط أكثر “من 54 ألف محاولة للهجرة غير القانونية” نحو أوروبا خلال سنة 2018، وتفكيك “74 شبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب والاتجار بالبشر”.

زر الذهاب إلى الأعلى