المكتب الوطني للكهرباء: عندما يصبح المرفق العمومي عنوانا للضرب في مصداقية التوجهات الملكية

المحرر بوجدور

 

لا يختلف اثنان حول اولويات السياسة الملكية، و اهتمامها بشكل كبير بتنمية الاقاليم الجنوبية، حيث أصبحت العجلة التنموية بالصحراء، تشكل الهدف الاسمى بالنسبة لمختلف المصالح العمومية، التي تتلقى بشكل مستمر تعليمات الهدف منها يقتصر على العمل على المساهمة في الرقي بالاوضاع في الصحراء، و جعل هذه البقاع مضرب مثل في التقدم و الرخاء.

 

ما تحقق من مشاريع بالصحراء، قابله المثير من الاستعراضات التي كان اخرها اللقاء الذي نظمه حكيم بنشماس بالداخلة، مقابل ملايين السنتيمات، من أجل استعراض الانجازات التي تحققت بالصحراء، و جعلها سلاحا يستعمل من أجل تكذيب ادعاءات الخصوم، و مجابهتهم بالدليل و الحجة، مع التأكيد للعالم أن الصحراء لا يمكن أن تتقدم بعيدا عن كنف الدولة المغربية التي خصصت الملايير من الدراهم لتنميتها.

 

انقطاع التيار الكهربائي لايام طويلة، عن مدينة بوجدور، بسبب انهيار اعمدة أكلها الصدأ دون أن تخضع لأي ترميم أو مراقبة، يؤكد على أن المكتب الوطني للكهرباء قد حصد غلة ما زرعه خلال السنوات الاخيرة، ما يمكن اعتباره استهتارا بالتوجيهات الملكية السامية، و اهمالا جسيما للمصالح المغربية فوق تراب الصحراء، خصوصا عندما نعلم بأن سقوط هذه الاعمدة جاء بسبب عاصفة مرت بردا و سلاما على مئات الاعمدة المنتشرة على طول الطريق الرابطة بين العيون و بوجدور.

 

و إذا كانت الرياح قي عجلت بقطع التيار الكهربائي عن أزيد من ثمانين الف مواطن، تكبدوا خسائر فادحة بسبب ذلك، نتساءل عن مدى جاهزية بلادنا للدخول في حرب مع العدو، و ما إذا كانت هذه الاعمدة ستصمد أمام القاذفات و القذائف اذا ما نشبت الحرب بيننا و بين الاشقاء الاعداء الذين علموا بشكل مسبق على الاقل، إحدى نقاط ضعفنا، بسبب الاستهتار الممنهج من طرف مكتب يسرف الملايين على مراكز الاصطياف، بينما لم يفكر في تغيير اعمدة اكل عليها الدهر و شرب.

 

إن ما وقع باقليم بوجدور بسبب انقطاع التيار الكهربائ، لا يجب أن يمر مرور الكرام،  طالما أن الامر قد ضرب في الصميم مصداقية التوجهات الكبرى للمملكة المغربية، و حتى و ان اقتضى الامر استدعاء كل شخص تبث تورطه في هذه الكارثة التي سودت وجوهنا أمام الصديق قبل العدو.

زر الذهاب إلى الأعلى