المحرر الرباط
بات من المؤكد أن ما يجمع الاحرار بالبيجيدي داخل نفس الحكومة، هي المصالح ولا شيء غير المصالح، خصوصا بعد سلسلة الاتهامات المتبادلة التي وصلت الى حد الاتهام بالارهاب، في مشهد لا نظن أن حكومة في العالم قد سبقتنا اليه و الحمد لله.
و في وقت يستدعي فيه المنطق خروج الاحرار من الحكومة أو اعلان البيجيدي عن طلاقه معهم، نتساءل عن الاسباب التي تحول دون يتم فك الارتباط بين حزبين أظهرا للرأي العام أنهما أعداء بمل ما تحمله الكلمة من معنى، بل و أن البعض يتهم البعض الآخر بتبديد المال العام، رغم اشتراكهما في تدبيره.
و رغم أن عزيز أخنوش ليس لديه ما يخسره في ظل تراجع شعبيته، بسبب المقاطعة، و ما تمخض عنها من تصريحات ادلى بها الموالون له، فإن التطاحن الذي يعيش على وقعه الحزبان، يضر بشكل كبير بسمعة العدالة و التنمية، و يساهم في فقدانها لمصداقيتها.
و يتساءل العديد من المتتبعين لمسرحية الاحرار و البيجيدي، عن الاسباب التي تحول دون انفجار التحالف الذي يجمعهما داخل البيت الحكومي، خصوصا و أن قياديين في حزب العثماني اتهموا الاحرار بشكل مباشر بالاستيلاء على المال العام عبر المتاجرة في المحروقات.
و من يتابع تبادل النظرات الحميمية بين العثماني و أخنوش، داخل المجالس الحكومية أو كلما جمعتهما الصدفة، يخال له أن الحرب القائمة بين حزبيهما مجرد حلم لا يمكن تصديقه، بينما في الحقيقة تلعب لغة المصالح و حب الكراسي دورا مهما في بقاء الحليفين على العهد.