هل تراجع أويحي و بات ضد العهدة الخامسة للرئيس الجزائري بوتفليقة؟

عمار قردود المحرر

هناك عدة مؤشرات و معطيات تشير إلى أن الوزير الأول الجزائري أحمد أويحي يكون قد تراجع عن موقفه السابق الداعم لعهدة خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة،حتى و إن لم يُعلن عن ذلك بصفة رسمية.
أولى هذه المؤشرات الدالّة على ذلك،الغياب اللافت و غير المبرر لحزب التجمع الوطني الديمقراطي-الحزب الحاكم الثاني في البلاد- الذي يتزعمه أويحي عن لقاء  التكتل الحزبي الداعم للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من أجل الاستمرار لعهدة خامسة،الذي عُقد أمس السبت بوهران بمشاركة 17 منظمة وطنية، بينها 15 حزبًا سياسيًا ومنظمتين وطنيتين، ضمن مجموعة تمت تسميتها بـ”الاستمرارية في إطار الاستقرار والإصلاح”، و هو التكتل الذي دعا إلى “تكوين جبهة موحدة ضد دعاة الفتنة والذين يريدون زعزعة استقرار البلاد”.
و المؤشر الآخر هو  إعلان الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، صديق شیهاب،أن “الأرندي” لن ينظم إلى المبادرة التي دعا إلیها الأمین العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، والتي تهدف إلى تشكیل “جبهة شعبیة صلبة”.
وقال شیهاب،  إن “الأرندي” يعمل “میدانیًا وبشكل يومي ومستمر” لتجسید “الجبهة الشعبیة الصلبة” التي دعا الیها رئیس الجمهورية عبد العزيز بوتفلیقة وذلك “حفاظًا على أمن و استقرار الوطن”.وأضاف صديق شهاب أنه “لا يوجد أي داعي ولا مغزى من الانضمام الهیكلي مع أي طرف سیاسي لتجسید هذه الجبهة الشعبیة الهادفة إلى الحفاظ وتعزيز الاستقرار والامن الوطنیین”.
مع العلم أن رئیس الجمهورية هو من دعا في رسالته بمناسبة إحیاء الیوم الوطني للمجاهد  في 20 أوت الماضي إلى بناء “جبهة شعبیة قوية لضمان استقرار الجزائر وصمودها في وجه جمیع المناورات الداخلیة وكل التهديدات الخارجیة”.
و من بين المؤشرات التي تؤكد أن أويحي تراجع عن قرار تأييده لعهدة خامسة،هو ذلك الإتهام الضمني الذي وجهه ولد عباس إلى حزب الأرندي بأنه يضم في صفوفه “سيناتورات” متورطين في الفساد في إشارة إلى سيناتور تيبازة الذي تم القبض عليه في حالة تلبّس بإستلام مبلغ نصف مليار سنتيم كرشوة،رغم أن ولد عباس أعلن عن هدنة مع أويحي منذ عدة أشهر.
كذلك هناك مؤشر آخر و هو تواتر الأنباء عن تعديل حكومي مرتقب قد يطيح بأحمد أويحي من على رأس الوزارة الأولى و إقالة عدد من الوزراء “الأرندويين” من بينهم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي،و ترشيح وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل لخلافة أويحي أو ربما عودة الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون.
و الأكيد أن غياب الأرندي عن عن تجمع الأحزاب الموالية للعهدة الخامسة،أمس بوهران و تأكيد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، صديق شیهاب،أن “الأرندي” لن ينظم إلى المبادرة التي دعا إلیها الأمین العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس هي مؤشرات قوية يكون أويحي قد فهم أو علم أن حظوظ الرئيس بوتفليقة في عهدة خامسة باتت ضئيلة لعدة إعتبارات داخلية و خارجية،و يمكن ربط التصريحات الخطيرة للسفير الفرنسي الأسبق بالجزائر برنار باجولي حول الوضع الصحي لرئيس الجمهورية و المجهودات المبذولة حاليًا من أجل تلميع صورة شكيب خليل و تبرئته من تهم الفساد تحضيرًا لخلافة بوتفليقة سنة 2019 و حتى التغييرات الجذرية الأخيرة التي مست قيادات الصف الأول في المؤسستين الأمنية و العسكرية و أطاحت برؤوس كانت تعتبر من رجال ثقة الرئيس كالهامل و نوبة و سعيد باي و غيرهم بذلك.
 

زر الذهاب إلى الأعلى