عمار قردود المحرر
الصحافة و الصحافيين في الجزائر ليسوا بخير و يبدو أنهم لن يكونوا كذلك قريبًا،و في ظل هذا النظام “البوتفليقي” الذي أثبت عداءه الشديد للسلطة الرابعة و يريدها “رابعة” دون سلطة أي مجرد رقم ليس إلا،بالرغم من أن صاحبة الجلالة في الدول الحرة و الديمقراطية هي إحدى السلطات الأربعة.
فخلال الأيام القليلة الماضية،قاد والي ولاية الجزائر العاصمة،عبد القادر زوخ،حملة من التهديدات،عبر أشخاص مقربين منه،و رجال مال و أعمال،ضد الموقع الإخباري الإلكتروني الجزائري “دزاير براس”-أحد أهم و أشهر المواقع الإخبارية في الجزائر-.و ذلك على خلفية نشر موقع “دزاير براس” منذ أيام معلومات عن تورط الوالي المذكور آنفًا و نجله في قضايا “فساد”،لينتهي به المطاف بعد أن باءت كل محاولات التهديد و الترهيب و الضغط بالفشل الذريع إلى رفع دعوى قضائية ضد الموقع الإخباري.
والي الجزائر العاصمة،وصف المعلومات الموثقة،التي نشرها موقع “دزاير براس”،في بيان صادر عن ولاية الجزائر بــ”الحملة الدعائية المغرضة،التي تستهدف تشويه سمعة والي العاصمة” و أضاف”هدف الحملة زرع البلبلة،عبر مقالات كاذبة،و وقائع مغلوطة،لا أساس لها من الصخة و غرضها الإبتزاز المفضوح”.
و رد موقع “دزاير براس” على والي الجزائر العاصمة، عبد القادر زوخ،بأن “معلوماتنا و وثائقنا صحيحة، و غرضنا فضح خونة ثقة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة،أما عن مصطلح “الإبتزاز” الذي جعل زوخ منه هدفنا، فنُعلمه أن ما قام به في بلديات العاصمة،عبر إبتزاز عديد رجال المال،و نهب العقار،هو المعنى الحقيقي للإبتزاز”.
و أضاف” ز بُعلم موقع “دزاير براس”،سيادة والي العاصمة،عبد القادر زوخ،عن حيازة عديد الوثائق التي تُثبت بالدليل القاطع تورطه في تلقي رشاوي و منحه لصفقات عمومية خارج إطار القانون،إضافة لقضايا فساد نجله،حمزة زوخ.و إن قررت إدارة تحرير موقع “دزاير براس”،عدم نشرها سابقًا،إحترامًا للمنصب الوظيفي،لا لشخص عبد القادر زوخ،إلأا أن تهديدات هذا الوالي البزناسي،و مُحاولة ضغطه على موقعنا،ستجعلنا مُجبرين على فضحه بطريقة لم يعهدها الإعلام الجزائري….”.
و الجدير بالذكر أن الرئيس الجزائري ،عبد العزيز بوتفليقة،قد طالب الصحافة الجزائرية،في رسالته بمناسبة العيد الوطني للصحافة،بأداء دور رقابي،و مكافحة الفساد.
و يوم 18 سبتمبر الجاري،و على الساعة 10.2صباحًا،توقفت سيارة رباعية الدفع،رمادية اللون،أمام مقر موقع “دزاير براس”،الكائن بحي لومبارد واد قريش بباب الواد بالجزائر العاصمة.و قام أشخاص مجهولون بالنزول و عرفوا أنفسهم أنهم أفراد من الجيش الجزائري،فرع المخابرات لعون الأمن في موقع “دزاير براس” و سألأوه عن مكان تواجد الصحفي “عدنان ملاح” مدير تحرير الموقع،طالبين إستدعاءه،و مُهددين بالدخول عُنوة للمؤسسة،في حال عدم قدومه.
و بحسب عون الأمن،فإن أحد الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم بـــ”مخابرات الجيش الجزائري”،قالوا له”إن رفض عدنان ملاح أن يأتي،سندخل و نديواه ذراع-يعني بالقوة-“.
و لحسن الحظ أن الصحفي الهدف أو المطلوب “عدنان ملاح” كان غير موجود و يعمل في المساء،و رغم ذلك بقيت سيارة المخابرات تراقب المقر عن كثب برهة من الوقت قبل أن تغادر غير مؤسوف عليها.
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل و بحسب الصحفي الجزائري “عدنان ملاح” فإن سلوكًا مشابهًا و مشبوهًا وقع أمام مدخل بيته السكني،أين ركنت سيارة رباعية الدفع،أمام منزله لمدة فاقت الساعتين في إنتظار خروجه.