آلاف المواطنين يقتحمون دواليب المديرية العامة للامن الوطني برضى عبد اللطيف حموشي

المحرر الرباط

 

ما أن تسمع طفلا لا يتجاوز عمره العشرة سنوات يخبر والده داخل ورشة الكشف عن الاوراق المالية المزورة، المقامة بالايام المفتوحة للامن الوطني، بعزمه استكمال دراسته كي يصبح شرطيا، حتى يتبادر الى ذهنك ايجابيات سياسة الانفتاح على المواطنين التي تنهجها المديرية العامة للامن الوطني، و مدى مساهمتها في تحسيس الاجيال الصاعدة باهمية الامن داخل المُجتمعات.

 

فكرة قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل بين طياتها الكثير من الحكم و المعاني، و تؤكد على أن مجهودات المؤسسة الامنية أصبحت تلقى الاشادة في أوساط المواطنين، رغم أن أغلبهم بجهل ظروف عمل رجل الامن، و متاعبه طيلة ثماني ساعات قد يمضيها أشعة الشمس الحارقة، أو في مدارة لا يمكن المكوث فيها لنصف ساعة بسبب ضحيح منبهات السيارات و الدخان المنبعث منها.

 

تنظيم الايام المفتوحة للمؤسسة الامنية، و رغم ما يكلفه من مجهودات هائلة، فإنه يعتبر موعدا للمواطن مع من يحميه من الويلات، و من يسهر الليل بطوله متسكعا في الشوارع حتى ننام نحن في هدوء، حيث يمكن لأي شخص أن يقف على العمل الدؤوب الذي تقوم به مختلف المصالح الامنية، و على التنسيق المحكم فيما بينها لغاية ضبط المجال الامني في بلادنا، و الحفاظ على سيرورة الخطط الاستباقية لافشال كل محاولة ترمي الى المس بسلامة و ممتلكات المواطن من جهة، و تهدف الى زرع البلبلة في المجتمع من جهة أخرى.

 

و إذا ما استطاع اسم عبد اللطيف حموشي من الاستمرار في التحليق عليا في سملء النجوم الذين يعشقهم المغاربة، فإن الرجل قد استوعب الدروس طيلة العقود التي تدرج خلالها في سلاليم الادارة الامنية، و استطاع أن يفك شفرة النجاح الامني، التي تعتمد بالاساس على الدهاء و الحس الامني، و كذلك على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في مختلف مراكز المسؤولية، بمعنى آخر “تحزم بالرجال ما تخيبش”، و هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من خلال الانجازات التي تم استعراضها طيلة الايام المفتوحة للامن الوطني.

 

إن ما وقف عليه المواطن في أروقة مراكش، من تطور للاجهزة التابعة للادارة العامة للامن الوطني، لا يمكن اعتباره الّا ثمرة زرع سهر عليه الرجال و ما أدراك ما الرجال، مكافحون في سبيل الوطن، يعملون في صمت ولا يمنون بانجازاتهم، يسهرون الليل لحماية البشرية ويخشون أن يسمع الناس صوت خطاهم و هم يمشون، فطوبى لابطال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى