الجزائر “منزعجة” من المناورات العسكرية الجوية بين تونس و السعودية

عمار قردود المحرر

 

كشف مصدر ديبلوماسي جزائري لــــ”المحرر” أن الجزائر “منزعجة جدًا” من المناورات العسكرية الجوية بين تونس و السعودية و التي تعتبر سابقة أولى من نوعها في منطقة المغرب العربي.
و بحسب ذات المصدر فإن السلطات الجزائرية لا ترى أي داع لمثل هذه المناورات العسكرية لبلد جار و بلد آخر شقيق يبعد عن الأول بآلاف الكيلومترات و لا تربط البلدين أية إتفاقيات تعاون في المجال العسكري،و من حق الجزائر أن تتوجّس من مثل هذه المناوات العسكرية التي لا طائل من وراءها.
و أفاد مصدرنا أن الجزائر و تونس التي تربطهما علاقات تاريخية قوية و متينة و بالرغم من التنسيق الأمني و العسكري الكبير بينهما و هما البلدين الجارين لم يسبق لهما في تاريخ تعاونهما أن أجريا مناورات عسكرية مشتركة لا برية و لا جوية و لا بحرية بإستثناء تلك التي تحدث في إطار إقليمي أو دولي.
و كانت الجزائر قد أبدت إنزعاجها من توجه السلطات التونسية منذ سنة 2015 إلى تنويع تعاونها العسكري و الأمني و تكثيفه مع عدد من الدول خاصة أمريكا.و لا يُعرف بعد الأهداف الأساسية أو الحقيقية المرجوة من هذه المناورات العسكرية الجوية بين تونس و السعودية و لا سبب إجراءها في هذا التوقيت بالتحديد و هو الأمر الذي يُثير الكثير من الشكوك و المخاوف،و بحسب الخبراء العسكريين الجزائريين لــــ”المحرر” فإنه لا يمكن تصديق بعض الروايات المتداولة و القائلة أن القوات الجوية السعودية ترغب في الإستفادة من القدرات و الخبرات العالية و الكبيرة للقوات الجوية التونسية.و بأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تدريب عادي.و لا يمكن إعتبار هذه المناورات “سعي رسمي سعودي” لإعادة الدفء إلى العلاقات السياسية بين البلدين التي شهدت تراجعًا رهيبًا في السنوات الأخيرة.و أجمعوا على أ، إجراء مثل هذه المناورات فيها “إن و أخواتها” و على التونسيين أن ينتبهوا لما سيحدث في بلدهم مستقبلاً و يحاذروا.
هذا و كانت وحدات تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية  قد وصلت ،بحر الأسبوع الجاري،إلى تونس، وفقًا لما أكدته وكالة الأنباء الرسمية السعودية.و ذلك لتنفيذ مناورات عسكرية جوية مع الطيران التونسي، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها بين الجيشين.
و بحسب الملحق العسكري السعودي بتونس العميد الركن خالد السهيان، فإن هذه المناورات تهدف إلى “تبادل الخبرات مع الأشقاء في سلاح طيران الجيش التونسي، وتأتي ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الدفاع لتدريب جميع وحدات القوات المسلحة”.
ووصف السهيان هذه المناورات الجوية بـ”الأولى” وستكون “لبنة لمناورات مشتركة قادمة”.
من جانبه أكد قائد التمرين السعودي العقيد الطيار الركن محمد بن سعيد الشهراني أن جميع المشاركين على أتم الاستعداد للمشاركة في هذه المناورات مع اشقائهم في سلاح طيران الجيش التونسي حسب ما خطط له مسبقًا ، مبينًا أن هذه المناورات تعد امتداداً لخطط وبرامج القوات المسلحة التدريبية للرفع من مستوى الجاهزية القتالية للقوات الجوية السعودية.
و تأتي هذه المناورات العسكرية الجوية التونسية السعودي بالقرب من الجزائر بالتزامن مع لقاء جمع وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي بسفير المملكة العربية السعودية بتونس محمد بن محمود العلي تناول “دعم علاقات التعاون العسكري وتطويره”.وثمن الزبيدي التمرين المشترك بين القوات العسكرية الجوية للبلدين مشيرًا إلى أن “هذا التمرين سيتلوه تمرين مماثل في مجال القوات الخاصة والإسناد الصحي، الذي سيتم تنفيذه في الأيام القليلة القادمة”.

زر الذهاب إلى الأعلى