في غياب ضابط يقود السفينة: درك طانطان يسير نحو المجهول

المحرر مراسلة خاصة

 

منذ رحيل الرقيب أشرف ريفي، و استقدام أحد ضباط الصف من مدينة كلميم، و جهاز الدرك الملكي بمدينة طانطان يسير نحو المجهول، خصوصا في ظل المطاحنات التي دخل فيها رجاله مع بعض شباب المنطقة الذين يعيشون على نقل البنزين من راس الخنفرة نحو المدينة، حيث يباع في محلات بشكل علني و دون مشاكل مع السلطة.

 

و حسب بعض الشباب الذين يعملون في مجال نقل البنزين، فإن المشكل لا يتعلق بثاتا بتطبيق القانون، بقدر ما هو اختلاف حول الجزية، التي تمت مطالبتهم بها، حيث أوضح هؤلاء أن جهات نتحفظ عن الافصاح عنها، قد طالبتهم بمبلغ مليون سنتيم شهريا عن كل سيارة تنشط في هذا المجال، و هو المبلغ الذي اعتبر مبالغا فيه بالمقارنة مع ارباح ممارسة هذا النشاط.

 

المتحدثون للمحرر، أكدوا على أن الدولة تتفهم جيدا بأنه لا يمكن الحديث عن سوق للشغل بمدن الصحراء، و أن مجل نقل البنزين يشغل المئات من شباب المنطقة، الذين قد يكونوا سببا رئيسا للمتاعب بالنسبة للسلطات إذاما تم منعهم من ممارسة هذا النشاط، و لهذا فإن عمليات نقل البنزين كانت ولا تزال مهنة مباحة بحكم ما سبق ذكره و نظرا لخصوصيات المنطقة، التي يفترض أن تستحضر مصالح المملكة في القضية الوطنية، و تقليص نسبة البطالة ختى لا يكون شباب الصحراء فريسة سهلة للانفصاليين.

 

و يؤكد عدد من النشطاء، على أن جهاز الدرك بطانطان، كان حتى الامس القريب، مثالا للتعامل و تيسير الامور، حيث كان القائد السابق “أ ر”، يعمل جاهدا على تفادي الاصطدامات مع شباب الاقليم، و كان يتعامل بحرفية عالية مع المستجدات، من خلال تبييط المساطير و فتح باب الحوار مع أي شخص يلجؤ الى مكتبه، و هو ما ساهم بشكل كبير في تفادي الكثير من المشاكل التي كانت ستفتح جبهات على الجهاز من جهة و على الدولة من جهة أخرى.

 

ذات المصادر، تؤكد على أن رحيل القائد، و التأخر في التحاق بديل له من صفوف الضباط، جعل السرية تدخل في منعطف جديد، حيث سجلت العديد من المواجهات بين العناصر الدركية و بعض العاملين في قطاع التهريب، انتقلت الى الفيافي بعيدا عن الطريق بمئات الكيلومترات، حيث سجلت مواجهات عنيفة، بعدما تعمد رجل الدرك التربص بالسيارات رباعية الدفع الهاربة من حواجزهم.

 

و يؤكد العديد من مهنيي نقل البنزين باقليم طانطان، على أن غياب ضابط عن سرية طانطان، يساهم بشكل كبير في تفاقم الوضع الدركي بالاقليم، و يزيد من توسيع الهوة بين الجهاز و المواطن، خصوصا في ظل الصرامة المبالغ فيها التي ينهجها “لاجودان” القادم من كلميم، و شروع العناصر في توسيع مجال نشاطهم، عبر الغوص في الصحراء من خلال قطع مئات الكيلومترات بحثا عن المتاعب في أرض خلاء قد يقع فيها أي شيء دون أن ينتبه لذلك أحد.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى