اعتداء التلاميذ على أساتذتهم ظاهرة تثير قلقا ببوجدور

المحررـ عبد الرحيم زياد

طفت على سطح الحياة المدرسية ببوجدور، حالات اعتداء أبطالها تلاميذ وضحاياها أساتذة، فمنذ مطلع شهر أكتوبر الجاري، شهد العنف في الوسط المدرسي ببوجدور، تصاعدا ملحوظا، من خلال تسجيل عدد من حوادث الاعتداء على أساتذة من طرف تلاميذهم، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر ويستدعي إلى استدراك الأمر ومعالجته والتدخل  لتشريح أسباب تصاعد هذه الآفة و ايجاد أنجع السبل لمكافحتها.

ولم يكد الموسم التعليمي الجديد ينهي شهره الثاني، حتى ارتفع منسوب آفة العنف المدرسي، فبعد تعرض أستاذ مادة الرياضيات باعدادية عمر بن الخطاب لاعتداء من طرف أحد التلاميذ، وتعرض استاذ بثانوية الراشدي لسوء معاملة، شهدت اعدادية ابن طفيل صباح يومه الجمعة 19 أكتوبر اعتداء على أستاذ لمادة اللغة الفرنسية من طرف أحد التلاميذ.

وقائع يتناقلها الرأي العام البوجدوري، والتي استدعى بعضها تدخل مصالح الأمن، تطرح حزمة من الأسئلة، لعل أبرزها هو هل يتعلق الأمر بمجرد اعتداء تلميذ على أستاذ يليه اعتقال أو أيجاد تسوية وينتهي الأمر؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، يهم نوعية العلاقة التي تجمع  المؤسسة التعليمية بالتلميذ؟، أم أن الأمر له علاقة  بغياب أدوار لمتدخلين مفترضين في علاقة المؤسسات التعليمية بمحيطها من أسرة و ومجتمع ومجتمع مدني، و خلايا الإنصات وسوى ذلك من المصالح .

هي ظاهرةسلبية اذن،تجتاح المؤسسات التعليمية ببوجدور، تنقل عنف الشارع الى داخل الفصول الدراسية، وتقتحم الفضاء التربوي وتهدمه، وتهدد الرسالة المرجوة منه. لذا وجب التصدي لها ، ومحاربتها من كل الفاعلين ، بغية معالجة أسبابها ومسبباتها، وذلك لإنقاذ المدرسة العمومية البوجدورية  عبر إرساء نقاش  محلي حولها لمعرفة الاختلالات ومحاولة إيجاد الحلول التي تجعل منها فضاء تربوياً لا فضاء لتفريخ  العنف والاعتداءات.

البيئة التفليدية ببوجدور، هي بيئة محافظة جدا، ولا تزال متشبتة ومتمسكة بقيم الاحترام والتقدير للوالدين وللمعلم و الوقار لمن هو أكبر سنا، بيئة أضحت اليوم للاسف ، أكثر تهورا وعنفا، وأقل احتراماً للأساتذة من أجيال الأمس من التلاميذ الذين كانوا يوقرون أساتذتهم، بحيث كان من النادر جداً أن تسمع حالة اعتداء على أستاذ آنذاك، خلافاً لليوم، حيث أصبحت هذه الحالات «عادية» من كثرة تكرارها للأسف».

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد