هل يخدم أخنوش أجندات اسرائيلية في المغرب؟

عادل قرموطي المحرر

 

جميعنا نتذكر الخبر القنبلة الذي شكل في وقت سابق مادة دسمة تداولها المغاربة، و الذي تضمن معلومات تفيد بمشاركة عزيز أخنوش، الملياردير المغربي، في تجمع للماسونية، حيث اعلن الاخير آنذاك، عزمه اللجوء الى القضاء ضد متداولي الخبر، قبل أن تطمس القضية دون دعوى قضائية ولا هم يحزنون.

 

الخبر الذي شكل مفاجأة بالنسبة لملايين المغاربة، و خصوصا السوسيون من بينهم، باعتبار انتمائهم لمجتمع محافظ، أثت الساحة الدينية بمئات العلماء و المشايخ، أثار العديد من ردود الافعال، و شكل مناسبة لطرح اسئلة حول الاجندات الخارجية التي يمكن لعزيز أخنوش أن يخدمها باعتباره عضوا في تنظيم عالمي متوحش، يحاول بسط نفوذه على العالم من خلال مختلف المجالات الاقتصادية و السياسية و الدينية ….

 

قبل مدة عاد عزيز أخنوش الى واجهة الاحداث، بعدما تهجم على الجهات التي تعمدت تسمية مجموعة من شوارع مدينة أكادير على بعض المدن الفلسطينية، متهما إيّاها بمحاولة طمس الهوية الامازيغية، و هو نفس الوتر الذي يعزف عليه مجموعة من المناضلين الامازيغ، المعروفين بتعاملاتهم مع الكيان الصهيوني، مع فرق بسيط يكمن في أن أخنوش هو عضو في حكومة جلالة الملك، الذي يترأس لجنة القدس.

 

استنكار أخنوش لتسمية شوارع عاصمة سوس على مدن فلسطينية، جعل العديد من المتتبعين للشأن المحلي بأكادير يستحضرون الاخبار التي راجت عن مشاركة أخنوش في التجمع الماسوني، و يتساءلون  عما إذا كان هذا الرجل قد دافع فعلا عن الهوية الامازيغية التي تعتبر جزءا من الاسلام المرتبط ببيت المقدس، أم أن الامر لا يغدو أن يكون سوى خدمات يقدمها للكيان الصهيوني المسيطر على تنظيم الماسونية…

 

الشبهات ظلت تلاحق عزيز أخنوش، و أكدت الى حدٍ بعيد ما يتم تداوله بخصوص الاجندات التي يخدمها الوزير، خصوصا بعد القنبلة التي انفجرت في معرض التمور بأرفود قبل أيام، و التي حاول محيط عزيز أخنوش التستر عليها بتوزيع أظرفة سمينة على وسائل الاعلام، التي عاينت احتجاجات فعاليات المجتمع المدني بأرفود على عرض منتجات اسرائيلية برواق شركة مشاركة في المعرض، قبل أن يتم غلق الرواق من أجل طمس معالم الفضيحة التي قد تجعل الالاف يغيرون مواقفهم السياسية اتجاه حزب الحمامة.

 

مصادرنا أكدت على أن القائمين على معرض التمور بارفود، قد عملوا على غلق رواق الشركة الصهيونية NETAFIM المرتبطة بالجيش الاسرائيلي، التي جلبها اخنوش، و ذلك بعد احتجاج عدد من النشطاء على الجريمة التطبيعية عبر مداخلات أمام قبر الشهيد مصطفى علال قزيبر شهيد مدينة أرفود في جنوب لبنان ضد العدو الصهيوني. 

 

واقعة الموافقة على مشاركة شركة صهيونية في معرض التمور، بالاضافة الى عدد من الاحداث المتسلسلة، و من بينها تهجم رشيد الطلبي العلمي على النظام التركي، أثبتت و بالملموس أن جلوس عزيز أخنوش على كرسي رئاسة الاحرار، قد غير الكثير من مبادئ هذا الحزب، و أن رئاسة الحكومة ستكون رهن اشارة الصهاينة إذا ما شاءت الاقدار أن يفوز هذا الحزب بالرتبة الاولى في الانتخابات المقبلة، و دفع الكثيرين الى التساؤل عمّا إذا كان المغاربة سيسلمون مصيرهم للاسرائليين أم أن الاحرار سيظلون على عهد اجدادهم متمسكين بقضية المسلمين الاولى.

 

 

علاقة عزيز أخنوش تجاوزت حدود ما سبق ذكره، و جعلت الفضوليين يبحثون عن ما يمكن أن يعزز فرضية ارتباط الوزير المغربي النافذ، بتنظيم الماسونية، ما تمخض عنه تداول لوغو الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الاركان، و الذي يشبه الى حد بعيد جدا، المثلث الذي يقدسه الماسونيون، ما عزز من مصداقية الاخبار التي يتناقلها مناهضو التطبيع بالمغرب، و جعل الوزير مرغما على تبرير موقفه خصوصا في ظل طموحات تكبُره بكثير، و امال لقيادة حكومة يؤكد الخبراء على استحالة انتزاعها من المتأسلمين من طرف شخص كأخنوش.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد