المحرر الرباط
أياما قليلة على حادث مأساوي، اهتز له الرأي العام الوطني، و تسبب في ضجة اعلامية، عقب وفاة راع غنم باحدى المناطق القروية التابعة لاقليم تازة، تتم الاستعدادات لتنظيم مباراة في كرة القدم بمدينة العيون، احتفالا بتخليد ذكرى المسيرة الخضراء.
الاحتفال بالمناسبات الوطنية، يعتبر عادة حميدة دأبت عليها جميع دول العالم، لكن أن تخصص ما يفوق المليار لتنظيم مقابلة لكرة القدم، و الثلوج تحاصر المواطنين في الجبال بينما فاق العجز في ميزانية الدولة التسعين في المائة فإن طرح سؤال مهم بات أمرا ملحا “فين غاديين بينا هاد الناس”؟
مصادر عليمة أكدت للمحرر على أن كل من جامعة لقجع و وزارة الطلبي العلمي، قد خصصتا ما يزيد عن المليار، لمقابله في كرة القدم، تنظمها جمعية تابعة لأبو زعيتر، و يشارك فيها نجوم دوليون، تركوا بلدانهم في أحسن الاحوال، و حضروا الى بلادنا لتلقي أجور سمينة نظير مشاركتهم غي احتفاليات وطنية، في مشهد يدمي القلب و يؤكد على أن اشكالية “المال السايب” لازالت مطروحة في تدبير شؤون المواطنين.
نجوم في الكرة و الرياضة، صحافيون دوليون، و شخصيات سياسية تم التكلف بتنقلاتهم عبر الطائرة و باقامتهم في أفخم الفنادق، مع تعويضات خيالية لبعضهم، نظير مقابلة في كرة القدم، في مشهد يعكس تبدير المال العام، و هدره على علب التواصل و على الاجانب، بينما يموت أبناء هذا الوطن مجمدين تحت أكوام الثلوج التي لم تفلح الدولة في ابعاد شرها عن المواطن.
و إذا كان فوزي لقجع، الذي خصصت جامعته الملايير لتنظيم مقابلة من ساعة و نصف، يعلم من منطلق منصبه الحكومي، أن السيولة الدولة لا تكفي حتى لتلبية الحاجيات البسيطة للمواطنين، و مع ذلك يساهم في هذا العبث، فلنقم لصلاة الجنازة على وطن، سيدفعنا كضامنة للبنوك نظير الاقتراض و الاقتراض و الاقتراض.