توفيق بوعشرين: رجل راح ضحيةً لنفسه

المحرر الرباط

 

“وما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون”، هكذا تحدث الله سبحانه و تعالى عن الذين جاءتهم البينة و كفروا و تكبروا، و هي نفس الاية التي تمكننا اسقاطها على قضية توفيق بوعشرين، طالما أن إدانته جاءت بالدليل و الحجة، و طالما أن ضحاياه تجاوزن العشرة.

 

و إن كانت لتوفيق بوعشرين في السابق سمعة و مكانة خاصة في أوساط المثقفين، رغم أن بعضهم لطالما طعنوا في مقالاته، و أكدوا على أنه يتوصل بها جاهزة، فإن الرجل لم يتمكن من الحفاظ عليها، بعدما غلبت نفسه الامّارة بالسوء، على القناع الذي ظل يرتديه فأسقطته ليجد الرأي العام نفسه أمام ذئب مفترس، كان متنكرا في صفة انسان ملتزم يتبنى فكر الاخوان و يدافع عنه بالمقابل ليس إلّا.

 

من يبكي توفيق بوعشرين اليوم، عليه أن يعلم بأنه بصدد البكاء على مغتصب، استغل وضعه المالي و الاعتباري في ابتزاز ضحاياه، و وثق لهمجيته بالصوت و الصورة، فكان ضحية لافعاله و ممارساته الشاذة، و اليوم يجازى بما اقترفت يداه، تحت طائلة العدالة التي لطالما طالب باستقلاليتها، و التي أكد صديقه المقرب مصطفى الرميد، على أنه لم يغادر منصبه كوزير للعدل إلّا بعدما أصلحها.

 

بوعشرين الذي حباه الله بوضع استثنائي داخل المجتمع المغربي، و تحول بقدرة قادر من صحفي بسيط بجريدة المساء، الى مالك لإحدى كبريات اليوميات الوطنية، لم يحافظ على الهبة الربانية التي كان من المفروض أن يستغلها في خدمة وطنه و ستر أعراض القوارير بدل التهديد بالتشهير بهم، فكان انتقام عدالة السماء التي فضحته عاجلا، قبل العدالة التي يرى الكثيرون أنها كانت رؤوفة بحاله، و راعت لطروفه في قول كلمتها في قضيته.

 

أسدل السنار على قضية توفيق بوعشرين الذي انتهى للابد، لكن المؤكد هو أن الساحة لانزال تعج بكثير من أمثاله، ممن يدعون الطهارة بينما يخلون وراء اقنعتهم الشذوذ و الامراض النفسية، و ان لم تكن قضية بوعشرين عبرة لهؤلاء، فإن ما ستكشف عنه. الايام القادمة، قد يفضح المزيد من “بوعشرينات” الذين يتراقصون اليوم للطعن في العدالة ليس حبا في الصحفي المنتهي، إنما دفاعا عن مصالحهم الشخصية.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد