الاحتجاجات التلاميذية..حتى لا نترك فلذات أكبادنا قطعانا في يد سماسرة السياسة

المحررـ الرباط

منذ يوم الاربعاء الماضي، و بشكل مفاجىء، شهدت العديد من مدن ومداشر مغربية، خروج مجموعات من التلاميذ والتلميذات في تظاهرات واحتجاجات وشعارات، عشوائيةوغير مؤطرة، ضد ترسيم الحكومة للتوقيت الصيفي، حيث وعوض ان تكون فضاء للتربية والتعليم، اضحت المؤسسات التعليمية فضاءات للتخريب والتكسير، وقطعت الطرق وخربت ممتلكات عمومية، ودبت الفوضى العارمة، في كثير من المناطق المغربية،ذهب ضحيتها تلميذ بريء بأسفي، واصيب خلالها طفل بكسر في رجله ببوجدور، ناهيك عن ساعات الهدر المدرسي التي ضاعت من حصص الزمن المدرسي.

لكن الخسارة الكبيرة، والطامة الكبرى التي يندى لها الجبين هي ما حدث صباح اليوم من احراق للعلم الوطني أمام مقر البرلمان، من قبل مجموعة من التلاميذ، وهو الأمر الذي تفاعل معه المعاربة بسخط وغضب، وعبروا عن استيائهم الشديد من هذا التصرف ، الفاقد للتربية والقيم التي ينبغي ان يتحلى بها التلاميذ، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من التدوينات والتعليقات المنددة بهذا التصرف المشين الذي قام به فتية تم الزج بهم في احتجاجات فوضوية.

إن ما وقع ويقع من احتجاجات للتلاميذ، يدق ناقوس الخطر، وينذر بالأسوأ في حالت ترك الحبل للغارب، وفي حالة ترك هؤلاء الفتية والفتيات الذين لا يدرون خطورة ما يقومون به، امام هذا الصمت المريب، لكافة المتدخلين في المنطومة التربوية، وفي مقدمتهم الحكومة التي عليها ان تتحرك من خلال وزاراتها المهتمة بشأن التربية والطفولة، وان تسعى اللا عقد لقاءات تواصلية مع شريحة المتمدرسين، وتنصت لهم وتحاورهم، نفس الأمر ينبغي ان تقوم به جمعيات المجتمع المدني ، خاصة جمعيات أباء و أولياء أمور التلاميذ، وهذا وقتها المناسب للتحرك وللابداع، وان تتحمل مسؤوليتها، عوض ان تختصر دورها في تحصيل واجبات التسجيل السنوية من التلاميذ، عليها ان توسع من ادورها وان تبادر الى وقف السيل الذي بلغ الزبا.

المسؤولية مشتركة وتتحملها كل الأطراف فاضافة الى الحكومة والمجتمع المدني، لا يغيب عنا مسؤولية المجتمع والاسرة خصوصا، والتي عليها ان لا تترك فلذات اكبادها ، قطعانا في يد سماسرة السياسة ومحترفي الركوب على الاحداث، فليس خافيا ان هذا الخروج التلاميذي وارءه من وارءه، ممن يتحين الفرصة المناسبة للدخول في معمعمة الفوضى، من قناصي الفرص، الذين لا يتوانون في الزج بالالاف التلاميذ في اتون صراعات سياسية، بغية تحقيق مأرب شخصية ومكاسب حزبية ضيقة، وهو الأمر الذي قد يأتي على الاخضر واليابس لاقد الله.

الغضب التلاميذي مفهوم وينبغي الانصات له وايجاد الحلول المناسبة، كما ينبغي التصدي والضرب بيد من حديد على كل من سولت له دفعهم الى الاحتجاج والخروج للشارع عوض الجلوس في مقاعد الدراسة،و تحريض عقول ناشئة التمرد على الضوابط النظامية والقانونيى، وهو ما ينذر بالخطر، وضرب تكوين الناشئة في العمق، ولعل رائحة تدخل بعض الاحزاب والجهات في الموضوع، بدأت تزكم الانوف، وسيأتي الكجال المناسب لذكرهم وفضحهم، غيرة منا على النشأ وخوفا عليه من استغلال المستغلين.

زر الذهاب إلى الأعلى