اعتقال مغربي بإسبانيا أرغم ابنته القاصر على الزواج من رجل يكبرها بـ 20 سنة

المحررـ وكالات

اعتقلت عناصر الحرس المدني الإسباني بمدينة “أليكانتي”، أمس الثلاثاء، مهاجرا مغربيا وابنه، لارتكابهما جريمة “سوء المعاملة” في حق ابنته، البالغة من العمرة 17 سنة بعد إرغامها على ارتداء الحجاب الإسلامي والزواج من رجل يكبرها بعشرين سنة مقيم بالمغرب.

وكشف الحرس المدني الإسباني، في بلاغ له، أن اعتقال المهاجر المغربي وابنه البالغ من العمر 29 سنة، جاء بعد ترتيب زواج القاصر، التي ولدت بإسبانيا وعاشت طوال حياتها هناك، حيث كانت العائلة على وشك السفر إلى المغرب بغرض إتمام إجراءات حفل الزفاف.

وذكر البلاغ، الذي اطلعت عليه”رسالة 24″ أن عناصر الحرس المدني كانوا علم بهذا الوضع، من خلال أحد معارف القاصر، وظلوا ينتظرون الفرصة للاستماع للمعنية بالأمر قصد التأكد من ذلك، إلا أنهم وجدوا صعوبة كبيرة، حيث لم تكن تستطيع مغادرة المنزل دون مرافقة أحد أفراد الأسرة.

وأضاف المصدر أنه حينما تمكن عناصر الحرس المدني من مقابلة الفتاة القاصر، دون أن يشعر بذلك أحد، أخبرتهم أنها عانت من الإكراه وسوء المعاملة منذ أن بلغت سن المراهقة، حيث تم إرغامها على ارتداء ملابس معينة والحجاب الإسلامي، وبعدما عارضت فكرة زواجها في المغرب وظلت مصرة على الأمر، تم منعها من مغادرة المنزل دون أن تكون مصحوبة بأحد أفراد العائلة، مع فحص هاتفها المحمول باستمرار، حتى جاء وقت تم فيه منعها من استخدامه بشكل نهائي، وحتى المدرسة منعت من الذهاب إليها لعدة أشهر، إذ منح لها الإذن بحضور أحد الامتحانات فقط شهر يونيو الماضي، وعلى الرغم من ذلك استطاعت اجتياز جميع المواد الدراسية بنجاح باستثناء واحدة.

وذكر المصدر ذاته أن الحالة النفسية للقاصر ازدادت سوءا مع بداية السنة الجارية بعدما شرعت الأسرة في ترتيب زواجها مع رجل أكبر سنا منها، حيث تسبب لها هذا الوضع في الكثير من الضغوط لدرجة أنها حاولت الانتحار شهر مارس الماضي، إلا أن الأطباء نجحوا في إنقاذ حياتها، ليقرر والداها اصطحابها إلى المغرب لمقابلة زوجها المستقبلي ومعرفة ما إذا كانت تستطيع تقبل الوضع، وبعد مقابلته وعودتها إلى إسبانيا، على الرغم من رفض الزواج منه، أُجبرت على إجراء مكالمات هاتفية يومية معه.

وأشار المصدر إلى أن القاصر أخبرت كذلك الحرس المدني عن مضايقات واعتداءات مختلفة تعرضت لها من طرق شقيقها الأكبر لعدم قبولها إجبارها على العادات الدينية والثقافية، كما رفضت العودة إلى منزلها تحت أي ظرف من الظروف، وعبرت عن رغبتها في مواصلة دراستها، ليتم وضعها في مأوى تديره الهيئة العامة لحماية الأحداث.

زر الذهاب إلى الأعلى