المحررـ متابعة
أوقفت عناصر الشرطة القضائية بأمن الرباط، ممرضتين بمستشفى الأطفال الليمون، وتم وضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الجاري تحت إشراف النيابة بمحكمة الاستئناف، بعدما أمر الوكيل العام للملك بفتح تحقيق حول ملابسات وفاة رضيع وتدهور الحالة الصحية لخمسة آخرين، عقب حقنهم بلقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي.
وو حسب يومية “الصبح” فقد رصدت التحقيقات الأمنية الجارية بالتنسيق مع المفتشية العامة للصحة وإدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، استعمال الممرضتين خطأ عقارا آخر، غير اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي “بي”، يحوي مادة (curares) المستخدمة في عمليات التخدير، إذ تعمل على تحضير الجسم للخضوع للتنفس الاصطناعي خلال العمليات الجراحية، من خلال تسببها في إرخاء العضلات وخفض التنفس، موضحة أن الحقن بهذه المادة تسبب في وفاة رضيع مباشرة، فيما تدهورت الحالة الصحية للرضع الآخرين، الذين نقلوا على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى المركزي المذكور.
وكشفت مصادر في اتصال مع “الصباح”، عن عمل الممرضة الأولى مسؤولة عن صيدلية المستشفى، والثانية مكلفة بمهام تلقيح الرضع، منبهة إلى إفادتهما في محضر الاستماع لهما، وقوعهما ضحيتي خلط بين أنبوبين متشابهين، يحملان العنونة ذاتها تقريبا، مشددة على استلام الممرضة التي حقنت الرضع من زميلتها علب الدواء، واستعماله دون إدراك لطبيعة المادة التي بداخله، إذ احتجتا بطول ساعات العمل وكثرة المداومة والمناوبات.
وأفادت المصادر، كشف التحقيقات الجارية عن خروقات تدبيرية وإدارية في مستشفى الليمون للأطفال، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، تتعلق بعدم التوفر على دكتور صيدلي، مكلف بمهمة توزيع وتدبير صيدلية المستشفى، إذ أحيلت هذه المهمة لممرضة، يفترض ألا يتجاوز دورها تدبير المخزونات، وليس توزيع الأدوية، مؤكدة أن المستشفى المذكور لم يكن يتوفر على غرفة لإنعاش المواليد حين وقوع الحادث، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحاضنات الكافية، لمواجهة مثل هذا النوع من الحالات الطارئة.
وأوفدت وزارة الصحة لجنة تفتيش فتحت أبحاثا حول أسباب الحادث، وعلاقة التلقيحات التي تلقاها رضع بوفاة أحدهم وتدهور وضعيتهم الصحية، إذ استمعت إلى أطقم التطبيب والتمريض في مستشفى الليمون للتثبت من وجود خطأ تقني خلال عملية التلقيح، قبل إخضاع عينات من اللقاحات التي حقن بها الرضع، من أجل التأكد من سلامتها، إذ تمت الاستعانة بخبراء من مصلحة اللقاحات بمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية، ليتوصلوا إلا أنها سليمة، وأن الأمر يتعلق بخلط في شكل العلب وعنونة الأدوية، أدى إلى استعمال عقار تخدير مكان لقاح.
وضرب طوق من السرية على مستشفى الليمون، بعدما أظهرت الأبحاث الإدارية تورط ممرضتين، إذ تم الاتصال بالمصالح الأمنية للتدخل، في الوقت الذي وضع أبو الرضيع المتوفى شكاية لدى وكيل الملك بالرباط، ليفتح تحقيق في الواقعة بأمر من الوكيل العام للملك، موازاة مع التحقيقات الإدارية الجارية حول خروقات تدبير في المركز الاستشفائئ الجامعي ابن سينا ومستشفى الأطفال التابع له.