البرهان على زيف مرجعية بي جي دي على ضوء لقاء ماء العينين وبنكيران

عادل قرموطي المحرر 

 

يتذكر الجميع ونحن على حديث عهد بالقضية كيف أزبدت ماء العينين ثم أرغدت وهي تتوعد ناشري صور نسبت لها واعتبرتها بادئ الرأي مزيفة كمنتوج لبرنامج “فوطوشوك” على حد قول الستاتي ذات يوم تعليقا على صورة عرضت عليه بقناة تلفزية عمومية.

وحين أصر المحامي لحبيب حاجي على صحة الصورة بمنطقة الطواحين الحمر داعيا النائبة والمستشارة الجماعية وعضو المجلس الأعلى للتعليم وعضو أي شيء في كل فيء إلى إجراء خبرة على الصورة على يد أي خبير مختص من انتقائها ابتلعت القيادية المفوهة لسانها الذي كان يسبق الهواء امتدادا وارتدادا.

وهي تعود اليوم عبر صفحتها الفايسبوكية لتنقل خبر نيلها صكوك الغفران من كبير كهنوت الحزب بنكيران والغاية التي ترجى مزيدا من غسل أذمغة الأتباع وإدخال الشك في يقين من صدق الخبر المشاع.

بدأت المناضلة في كل اتجاه سرد وقائع اللقاء بالحديث عن مسؤولياتها الجسام ومهامها العديدة، فما كان من مدونين فيسبوكيين إلا أن طلبوا منها أن تتفرغ لمهمة واحدة رئيسية أو ثنتان وتترك البقية لأطر همشت في الحزب ربما أعلى مستوى من الوزير يتيم وأعضاء دواوين وزراء الحزب الذين يكاد يجمع من يعرفهم بالوظيفة العمومية على ضعف تدبيرهم وقصر تفكيرهم لغياب الكفاءة العلمية أو التجربة المهنية أو هما معا، مع تجميع المهام وتعددها، وما جامع المعتصم كرئيس لثاني جماعة بالمغرب ورئيس لديوان رئيس الحكومة ورئيس لتجمع جماعات العاصمة وعضو للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ببعيد، وهي معطيات استقاها المحرر من حضور أحد معاونيه لندوة حول الرقابة على المال العام عقدت خلال أواخر نونبر 2018 بكلية الحقوق المحمدية اختتمها أحد المتدخلين بقصة جامع المعتصم وكيف لرجل كهذا أن يحافظ على المال العام وسيرته الذاتية تفتقد للمؤهل العلمي، ولذلك طالب البعض ماء العينين بالتخلي عن بعض المسؤوليات مادامت تجلب دخلا قد يسهم في الحد من البطالة ويضمن في ذات الوقت توزيع الغنيمة على مزيد من أطر الحزب لإسكاتهم.

وإذا كانت عرابة الطواحين الحمر بدأت حوارها حول خلع الحجاب مع من خلع اللحية غير بعيد بالقول إنها تأخرت في زيارته لكونها لا تطلب إلا الله فإن في ذلك هروبا من تحدي المحامي لها ومحاولة للالتفاف على تهديدها السابق بمقاضاة الجرائد ناشرة الخبر ومن يقف وراءها، وبالمناسبة فالله الذي لا تطلب غيره هو الله نفسه الذي أنزل الحجاب من فوق سموات سبع ابتداء على أزواج النبي عليه السلام وبناته ثم نساء المؤمنين كافة.

وإذا كان الزعيم فيهم بنكيران افتتح حديثه معها بقوله حسب ما ساقته: 《بغض النظرعن صحة الصور من عدمها》في تلميح لا يحتاج تصريحا إلى عدم أهمية تعاليم الدين إذا تعلق الأمر بالعليين بالحزب فيما يتم تقريع عامة العامة بعيون لامة وألسن سامة، ولم لم يصرف كبير الكهنة هذا النظر عن قضايا مماثلة “حيح” فيها على من لا يصطفون معه في نفس المرجعية ومنهم صحفية كانت تعطى مناسبة بالبرلمان ذات يوم أيام المعارضة والشعر الأشعث واللحية المبعثرة لابسة سروالا إفرنجيا بلغة المرجعية الإسلامية المجني عليها اليوم؟

وفي محاولة يائسة منها لسد الباب عمن اعتبر الحدث جزءا من قيامة القيامة، اعتبرت الضحية الجلاد أن لا أحد يحق له مساءلتها وقادة الحزب في القضايا الشخصية ناسية أو هي متناسية عن قصد أنها وطليعتها في الحزب طالما ساءلوا الناس في كل صغيرة وأصغر منها فما نجا منهم إلا من اهلك الزرع وأفسد النسل من المفسدين الذين عفوا عنهم بتوصية بنكيرانية، ولسنا ننسى أن الحزب تفنن في مساءلة الفئة المستضعة من الشعب بمزيد من الزيادات في الأسعار والضرائب واقتطاعات من الأجور، وكيف تملص من قضايا الشعب المصيرية كما هو الشأن في قضية الماء والكهرباء بطنجة التي أخمد ثورتها بنكيران مباركا تصرفات الشركة وناهرا في ذات الوقت على الملأ بساحة عامة المستشارين الجماعيين من حزبه الذين تضامنوا مع السكان.

وفيما يشبه التحدي قالت البرلمانية صاحبة الحجاب في بلاد سوس و “التقزاب” في باريس أنها حرة و”لي مزوجني يطلقني…”، وإن الطلاق لكثر فيهم للزواج بما تشتهي النفس بعدما جادت المرجعية الإسلامية الداعية للإقبال على الآخرة بمغانم غارقة في التمسك بالدنيا بعد مراكمة المناصب وتحصيل العائدات.

وهي تزيد على ذلك بأنها لم تخرق القانون، علما أن هذا القانون لا دخل له في القضية المرتبطة بانفصام أخلاقي وانقلاب على المرجعية أو لنقل بصراحة استغلالها في مآرب شخصية ليس إلا، كما أن القانون لا يتحدث لا من قريب ولا بعيد عن قضية الحجاب المؤطرة بنصوص الشرع الإسلامي الذي ظل أتباع الحزب يصدحون بها بمناسبة أو في غيابها حتى لو عطست ذبابة في البرلمان لسبحوا أن سمعوها ولشمتوها تأسيا بالحديث لتمدحهم صفاحتهم ويهلل لهم أتباعهم وتطمس لهم أعين من لم يتبين أمره بعد. وبالنسبة للتعاقد أيتها الناسكنة إلا قرب حمراء طاحنة فهو مسار انتجتموه منذ سنة 1994 وجاء الوقت ليحاسبكم من تلقاء أنفسكم وبأقوالكم وأفعالكم. 

و إذا استعد بنكيران لترك ابنته تنزع الحجاب فهل هو مستعد لتركها تفطر رمضان وتقبل خليلها أو حليلها في الشارع العام؟ كما أن استعداده هذا دليل على عدم انفصامه لتعارض هذا الموقف مع جل مواقفه الموثقة في قضايا أصغر من هذه كان يتولى وحلفه فيها دور الهجوم، كما أن الأمر ليس بجديد لأن الرجل لا يتدخل في ابنته بينما يتدخل لها كما فعل حين تم توظيفها وابنه صار دون انتظار أستاذا جامعيا بالبيضاء بينما يظل أبناء كثر ممن غسلوا أذمغتهم بفكرة المرجعية الإسلامية ممن لا سند لهم يجتازون مباريات أساتذة التعليم العالي بين رسوب وسقوط.

أما تصريح بنكيران بكون الحجاب ليس شرطا في الحزب وبحثه عن نساء دون حجاب للترشح باسمه فهو اكبر حجة على أن “المرجعية الإسلامية ” للحزب تعني إسلاما آخر يتلون بين الرباط وباريس مكانا وبين الأغلبية والمعارضة زمنا.

وحيث لم تتفاجا ماء العينين بعمق أفق تفكير بنكيران كعادته، فعذا التفكير يحصد شبابا عطلا واقتصادا مهزلا نتائجه في ضمور منذ تولي الحزب قيادة الحكومة.

وإذا افتخرت النائبة المستشارة دكتورة المستقبل على حساب الطلبة الفقراء بنكتوية بنكيران أثناء اللقاء، فالرجل رجل نكتة وكان أنجح فيها من تدبير سدة الحكومة ويا ليته امتهن الحلقة في جامع الفنا وكفانا شره ومن معه، فالعارفون والجاهلون يعلمون أن قادة الحزب يستخدمون النكتة والآيات والأحاديث فقط كلما ضاقت بهم السبل بعدما افتقدوا الجرأة على استخدام نصوص القانون التي تنظم بحكم الواقع الحياة العامة نتيجة توالي فشلهم التدبيري.

وإذا كانت الأستاذة تستنكر استمرار الهجمة رغم ما أعلنته سالفا، فذلك ناتج عن يقين العموم بصحة الصور لعدم الوفاء بعهدها بمقاضاة مروجيها أمام تحديهم لها، والواقعة تؤكد مجددا أن قادة الحزب يوظفون جلهم قضية المرجعية الإسلامية في حدود مصلحتهم وشهواتهم ضدا على ما تقتضيه المرجعية، وكان حتما عليهم تقبل تقريع الشارع العام لهم لذلك ما داموا استخدموا تلك المرجعية مرارا للهجوم على الغير حتى وهم يعرفون أفكار هذا الغير ومرجعياتهم، وأما غير ذلك ففي باب “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”.

وكما اختتمت ماء العينين تدوينتها بقضية حقوق الإنسان والعدالة والكرامة، فهذه القضية في عرف الحزب تبدأ وتنتهي عند حدود ” الشوباني وابن خلدون والنجار وبنحماد وحامي الدين ..” دون أن تشمل قضايا تهم مدنا برمتها والفئة المقهورة من الشعب التي حملت الحزب إلى ما هو عليه اليوم من نعيم الغنائم.

وأخيرا تبين من تتبع تعليقات جل المعقبين على تدوينة الأستاذة مدعية المظلومية أنهم يعانون من انفصام لما عبروا عن مساندتهم الكاملة لها مقابل سبهم لمايسة التي أعلنت صراحة خلع الحجاب لا التلاعب به بين باريس والرباط.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد