هل يحرض بنكيران المواطنين ضد الملكية؟

المحرر الرباط

 

يبدو أن خريف العدالة و التنمية قد بدأ يرخي بظلاله على الشحرة التي تخفي غابة الانقلابيين وراءها، و شرع في اسقاط أوراقها ما عجل بالكشف عن حقيقة بعض الاشخاص الطامحين الى زعزعة النظام بالتعبير عن تمسكهم به.

 

و رغم أن عبد الاله بنكيران ظل لوقت طويل يكتب قصائد غرامية عن علاقته بالملكية، الا أن الكثيرين، يرون بأن الرجل يناور الملك لا أقل ولا أكثر، و يطمح الى تطمين المخزن له، في انتظار ساعة الصفر التي يؤمن صقور البيجدي بأنها ستكون منطلقا لثورثهم. 

 

تصريحات بنكيران بخصوص مقاضاة المواطن للملك و ربحه قضائية، أعادت طرح اشكالية علاقات الاسلاميين بالقصر، و أكدت على أن المسؤول الحكومي المتقاعد، يكن شيئا غير طبيعي للملكية في المغرب، فيما أن هذه التصريحات تبقى غير بريئة، و لها من لها من دوافع و أهداف. 

 

بنكيران و بما لا يدع مجالا للشك، يعلم بأن الملك بعيد كل البعد عن أي شيء قد يحعل المواطن يقاضيه، خصوصا بعدما تنازل للحكومة على اختصاصات بالجملة، غير أن تلميحه بهذه القضية لا يمكن ان يكون سوى تحريضا للمواطنين على ذلك، على الاقل حتى تثار الضحة الاعلامية حولها. 

 

لماذا لم يقاضي بنكيران بنفسه الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يمارس على البيجيديين حصارا، بعدما تأكد بأنهم خطر على امن و استقرار الوطن، و أنهم مجرد عملاء للخارج يخدمون أجندات على مقاس الدول المعلومة، التي تتكلف بدراسة ابنائهم و تمولهم بالملايير؟

 

“تبياع العجل” هي العلامة الظاهرة على التصريح الملغوم لزعيم متقاعد، فقد كل شيء عدا لسانه السليط الذي لازال يتطاول على الجميع، و لا يستحي من مهاجمة القريب و البعيد طمعا في عودة محتملة الى الواجهة، عودة قد يكون لها عواقب وخيمة على البيجيدي قبل غيره.

 

و يستنتج من تصريح بنكيران، أن مقاضاة الملك جائزة و يمكن ربحها، لكن تصرفاته تجعل من مقاضاة عبد العالي حامي الدين خطا أحمرا، و كأن لسان حاله يقول، أن القضاء مستقل فقط عندما يتعلق الامر بالاخر، أما مقاضاة القتلة من البيجيديين فيستدعي الطعن في مصداقيته. 

زر الذهاب إلى الأعلى