المحررـ متابعة
تشهد نيجيريا غدا السبت، انتخابات رئاسية وتشريعية، ويتوقع أن تشهد منافسة حادة بين مرشحيْن مسلمين، خاصة أنها تجرى في ظل تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، وتنحصر المنافسة فيها بين الرئيس الحالي محمد بخاري (76 عاما) مرشح حزب “مؤتمر كل التقدميين”، ونائب الرئيس السابق ورجل الأعمال عتيق أبو بكر (72 عاما) مرشح الحزب الشعبي الديمقراطي المعارض.
وهي محطة يتابعها المغرب باهتمام بالنظر الى اهمية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع نيجيريا التي تعتبر القوة الاقتصادية الأكبر في غرب إفريقيا، ورغم أن المغرب لم يعلن بشكل صريح دعمه لأحد المرشحين، إلا أنه اوعز للزاوية التيجانية، بالعمل على دعم محمد بخاري، وكان الملك محمد السادس قد رفض في الانتخابات الرئاسية الماضية طلب الرئيس النيجيري السابق جودلاك جوناثان، إجراء مكالمة هاتفية.
وقال بلاغ للخارجية المغربية حينها إن “العاهل المغربي رفض طلب السلطات النيجيرية إجراء المكالمة الهاتفية، بالنظر لكونه يندرج في إطار المناورات الانتخابية الداخلية، وبالنظر للمواقف العدائية لهذا البلد إزاء الوحدة الترابية للمملكة”.
وإضافة الى توظيفه للعامل الاقتصادي يعمل المغرب على توظيف بعد لا يقل اهمية في العلاقات مع افريقيا، وهو البعد الديني، على اعتبار الرمزية الدينية التي تمثلها المملكة وإمارة المؤمنين، خاصة في اوساط الطرق الصوفية وبالتحديد الطريقة التيجانية المنتشرة في مختلف البلدان الإفريقية على امتداد منطقة الساحل والصحراء، ومنطقة الغرب الافريقي، خاصة نيجيريا التي تتمتع فيها الزاوية التيجانية بتأثير كبير، ويعتبر أمير ولاية كانو الواقعة شمال البلاد، محمد السنوسي الثاني، الذي يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير من أتباعها، علما أنه يعتبر من الأصوات الداعمة لانضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا سيدياو.
ويعول المغرب على تطوير علاقاته مع نيجيريا، والتي توجت بتوقيع اتفاق تعاون ضخم لمد أنبوب للغاز عبر غرب افريقيا يربط بين البلدين، وهو الاتفاق الذي اثار انزعاج الجزائر، عبرت عنه صحف مقربة من المؤسسة العسكرية، خشية ان يؤثر على مصالح الجزائر التي سبق لها ان اتفقت مع نيجيريا على إنشاء أنبوب غاز عابر للصحراء، وكذا خشية الجزائر من ان ينعكس تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، على المواقف السياسية لنيجيريا من قضية الصحراء، وكسر محور الجزائرـ أبوجا ـ بريتوريا، الداعم الأساسي في إفريقيا لجبهة البوليساريو.