المحرر الرباط
لاتزال قضية المتربصين بالملك، تحتاج الى حل في ظل تنامي هذه الظاهرة، و الاعتقاد السائد بأن الملك يمنح الماذونيات و فرص الشغل، و يحل المشاكل بجميع انواعها… و هو الفكر الموروث منذ زمن، و الذي أبى أن يتغير رغم تغيير النظام و سياسية الملكية في المغرب.
أن يعترض مواطن سبيل الملك كي يطالبه بماذونية أو بهبة أو بامتياز، فذلك يعبر عن مدى ايمان الشعب المغربي بنزاهة و حنان ملكه، لكن هذا السلوك اصبح متجاوزا و قد بات من الضروري تفاديه، باعتبار التغيير الذي تشهده المؤسسة الملكية التي تحولت السرية الى الانفتاح، منذ حفل زفاف الملك محمد السادس.
و ما يجب على الجهات المعنية أن تعمل عليه، هو أن توعي المواطن، بأن الملك مواطن مغربي، من حقه أن يستمتع بعطلته و بأوقات فراغه بعيدا عن الازعاج و “السعاية”، و أن تفهمه بأن الملكية قد تغيرت في المغرب، و لم تعد تمنح لنفسها حق التوظيف و منح الماذونيات كما سبق و هو ما يعكس صورة جيدة عنها لدى الراي العام.
المتربصون بالملك و ان أعد البرلمان قانونا يجرم أفعالهم، فانهم لن يكفوا عن مضايقة محمد السادس، لأنهم يرون فيه السبيل الوحيد لحل جميع مشاكلهم، و لأنهم على يقين من أن الملك لم يغلق بابه في وجه اي مواطن توجه اليه طالبا مساعدة أو الانصاف في مشكلة ما.
لذلك فقد بات من الضروري توعية المواطن، بأن ايقاف سيارة الملك في الشارع العام، ليس بالسلوك الحسن، و انما يشكل ازعاج لرجل خلق كباقي البشر، له من المشاغل ما يكفي، و لديه من المشاكل ما تحتاج سنوات لحلها، و حتى و ان كان الملك مخلوقا فضائيا “الله يحسن لعوان” أن تحمل قضايا 30 مليون شخص على عاتقك، فانها مهمة ليست بالهينة.
سلوك توارثته فئات من المجتمع المغربي، و اصبح ثقافة لابد من التخلي عنها، حتى نتمكن نحن من مواطنين محبين لملكهم، رؤيته يتجول على الارجل دون أن يعترض سبيله اي شخص مطالبا بماذونية او بامتياز، ليقلق راحته.