الحكومة تفشل في تسقيف أسعار المحروقات

المحررـ متابعة

تتجه حكومة سعد العثماني، الى التراجع عن تسقيف أسعار المحروقات، معلنة “الفشل” أمام ضغوط لوبي شركات المحروقات، والتهرب من مسؤولية تحديد أسعار البنزين والكازوال ومراقبة السوق، أمام الارتفاع المهول للمنتجات الغذائية نتيجة الزيادة في أسعار المحروقات، حيث كشف العثماني أمر تراجع الحكومة عن التسقيف بدعوى مخالفة ذلك لقانون حرية الأسعار والمنافسة، استجابة لتحذير مجلس المنافسة من السقوط في خرق القانون ومخالفته بتحديد أسعار المحروقات، بعدما اختارت الحكومة رفع يدها عن الملفات الحساسة انطلاقا من ترك ملف صندوق المقاصة وتأجيل ملفات دعم غاز البوتان والسكر والدقيق الى المحروقات للتحضير الجدي لانتخابات 2021، والخوف من السقوط في الاصطدام مع الهيئات السياسية واللوبي الاقتصادي، وإعلان عدم “الاكثرات” بخلق أجواء المنافسة، بدعوى حماية حرية الأسعار، طبقا لما يدعو له لقانون في المادة 4 من قانون حرية الأسعار والمنافسة.

وأكد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أن تسقيف المحروقات ليس بالسهولة المتوقعة، معتبرا أن ” الأمر يتطلب موافقة جميع الوزارات المتدخلة”، موضحا حسب رأيه أن “الحكومة ستبحث عن إجراءات أخرى”، حيث برر العثماني في لقائه مع مجموعة من الصحافيين بمقر إقامته، موقف التراجع عن قرار التسقيف، ” أن هذا القرار يمكن ألا يخفض الكثير من أثمنة المحروقات، قائلا “قد يكون له أثر محدود جدا، وحينها سنكون محرجين أمام المواطنين الذين يعلقون آمالا كبيرة على هذا التدبير”، مؤكدا أنه التزم أمام الحكومة بفتح المجال أمام شركات أخرى للعمل في القطاع بالمغرب، معلنا أن حكومته “التي منحت 12 رخصة لشركات جديدة، تسعى إلى مزيد من الاستثمار في مجالي التخزين والتوزيع في مجال المحروقات”.
ورضخت الحكومة لرأي مجلس المنافسة، الذي اعتبر تحديد اسعار المحروقات “لا يستجيب للشروط القانونية المطلوبة المحددة في المادة 4 من قانون حرية الأسعار والمنافسة”، مشيراً إلى أنَّ “المجلس لن يبتَّ، في إطار طلب الرأي هذا، في وجود ممارسات منافية للمنافسة في هذا السوق”.
ويرى المجلس أن “التسقيف يشكل تدبيراً تمييزياً يطبق بدون استثناء على كافة المتدخلين في القطاع مهما كانت أحجامهم وبنية تكاليفهم، وهذا يمثل خطراً حقيقيا قد يضر بالمتدخلين الصغار والمتوسطين الذين تتصاعدُ هشاشتهم”، مشيراً إلى أن “التسقيف يؤثر سلباً على الرؤية المستقبلية للمتدخلين في القطاع”.

زر الذهاب إلى الأعلى