الوقاية المدنية تكشف عن تفاصيل الحادث في فاجعة وفاة الطفلة هبة حرقا

كشف جهاز الوقاية المدنية عن تفاصيل، الحريق الذي وقع يوم الأحد الماضي (4 غشت)، بشقة سكنية في حي النصر، في سيدي علال البحراوي في إقليم الخميسات، والذي تسبب في وفاة الطفلة هبة حرقا، كفندا جميع الروايات التي تم نقلها عبر تصريحات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب بلاغ لوزارة الداخلية، فقد تم إيفاد لجنة مركزية من المديرية العامة للوقاية المدنية إلى مركز الوقاية المدنية في سيدي علال البحراوي من أجل القيام ببحث وتحقيق في هذا الحادث، الذي أودى بحياة طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، وتأكد بعد البحث أن مصالح الوقاية المدنية التابعة لسيدي علال البحراوي تم إشعارها بنشوب حريق في الشقة السكنية على الساعة 17 و13 دقيق، وهو أول اتصال بخصوص هذا الحريق، من طرف شخص يشتغل بمقهى مجاور لمكان الحريق والذي أبلغ عنصر من الوقاية المدنية كونه صديقا له، حيث أشعر بدوره مركز تلقي الاتصالات بثكنة سيدي علال البحراوي.
وأكد الجهاز في البلاغ ذاته، أن وسائل التدخل غادرت ثكنة الوقاية المدنية على الساعة 17 و14 دقيقة، أي بعد دقيقة واحدة من توصلها بأول إشعار بالحريق، ثم توجهت الفرقة المكونة من ستة عناصر، إلى مكان الحريق على متن شاحنة لإخماد الحريق مرقمة تحت عدد 178809 و م، وسيارة إسعاف واحدة مرقمة تحت عدد 200230 و م.
وأضاف البلاغ أن فرقة الوقاية المدنية وصلت إلى مكان الحريق على الساعة 17 و17 دقيقة، وعند وصولها إلى مكان الحريق، عاينت فرقة الوقاية المدنية ألسنة لهب بنوافذ الشقة، المزودة بشبابيك حديدية، وتدفق دخان كثيف ساخن مع وجود طفلة محاصرة في شباك النافدة الملتهبة. كما تم تسجيل عدد كبير من السكان في مكان الحريق والذي بمجرد وصول عناصر الوقاية المدنية بدأ بعضهم في عرقلة تدخلهم.
وشدد البلاغ أنه قد تمت السيطرة على الحريق على الساعة 17 و20 دقيقة، ومباشرة بعد وصول الفرقة إلى مكان الحريق، شرعت في عملية الإنقاذ وإخماد ومحاصرة الحريق حيث تمكنت من حصر الحريق في غرفة واحدة وتفادي انتشاره إلى باقي الشقة وإلى الطابق العلوي، غير أن وجود شبابيك حديدية بنوافذ الشقة المحترقة وباب المدخل الرئيسي للعمارة المقفل إضافة إلى طبيعة المواد المحترقة التي تتوفر على جهد حراري عال (أفرشة من قطن ودولاب من خشب)، زاد من سرعة تطور الحريق وهو ما تسبب في خلق ألسنة لهب سامة وبدرجة حرارة عالية جدا، حاصرت الطفلة الموجودة في نافدة الغرفة.
ومن خلال ما سبق، يشير البلاغ أن فرقة الوقاية المدنية وبعد إشعارها بالحريق استغرقت دقيقة واحدة للخروج من الثكنة، وثلاث دقائق للوصول لمكان الحريق وثلاث دقائق أخرى للسيطرة عليه، أي سبعة دقائق كتوقيت إجمالي لهذا التدخل، مما يفند معه كل الافتراءات التي تدعي تأخر عناصر الوقاية المدنية في الاستجابة لطلب الإغاثة من طرف المواطنين، وتبقي هذه الوقائع قابلة للتأكيد من خلال الاطلاع على بيان الهواتف المستعملة في الإشعار بالحريق وسجل شركات الاتصالات الهاتفية الوطنية وكذا بكل الطرق المتاحة قانونيا.
وردا على ادعاءات بعض الأشخاص على المواقع الالكترونية وبعض صفحات التواصل الاجتماعي حول تدخل فرقة الوقاية المدنية أثناء هذا الحادث، أكد الجهاز، أن فرقة الوقاية المدنية التابعة لثكنة سيدي علال البحراوي لم تسجل أي تأخير في الاستجابة لطلب الإغاثة حيث لم تتجاوز المدة الإجمالية للتدخل، بعد إشعارها بالحريق، سبعة دقائق، وأن شاحنة الوقاية المدنية كانت مملوءة بالمياه، مشيرا إلى أن هذا تم توثيقه ببعض مقاطع الفيديوهات التي سجلت بعض مقاطع التدخل والتي تبين استعمال المياه في عملية الإخماد.
وأشارت الوقاية المدنية في البلاغ، إلى أن عند وصول فرقة الوقاية المدنية لمكان الحريق، كان الجزء العلوي من جسم الطفلة محاصرا بألسنة اللهب وبالدخان وهو ما يمكن أن يتسبب في اختناقها قبل وصول ألسنة اللهب إليها، وأن بعض الأشخاص اللذين كانوا في مكان الحريق قاموا بعرقلة أفراد الوقاية المدنية عن القيام بتدخلهم، حيث منعوا سائق الشاحنة من زيادة ضغط المضخة وهو ما تسبب في ضعف ضغط المياه الموجهة من الراميات.
كما أوضح البلاغ، أن شاحنة إخماد الحريق المستعملة في هذا الحادث، من الجيل الجديد للشاحنات وهي في حالة جيدة وليس بها أي خلل أو عطب.
ومن جهة أخرى، أفاد البلاغ أن بعض الشهود العيان، اتهموا في تصريحاتهم تأخر فرقة الوقاية المدنية، وهس ادعاءات كاذبة حيث أن أوقات التبليغ كانت جلها بعد توقيت خروج فرقة الوقاية المدنية من الثكنة.
كما وأضاف البلاغ أنه قد وجب التنبيه بأن بعض الأشخاص اتصلوا بالرقم 155 من أجل إبلاغ مصالح الوقاية المدنية بالحريق المذكور، وادعوا أن الخط الهاتفي كان خارج الخدمة في حين أن الخط الرسمي المخصص للإغاثة هو 15 أو 150.

زر الذهاب إلى الأعلى