الخروج من المحافل القارية والدولية بحصيلة مخجلة .. أحيزون صفر ميدالية ذهبية لألعاب القوى

 

عادل الساحلى : المحرر

استفاق من أعلى برجه في حي الرياض بالعاصمة، الرباط، ليوجه أوامره لإضاءة واجهة ناطحة “ماروك تيليكوم”، بألوان العلم الوطني، على هامش اختتام فعاليات الدورة 12 من منافسات الألعاب الإفريقية، والتي احتفل على هامشها بمرور 13 سنة على تربعه عرش جامعة ألعاب القوى الملكية.

“هل بإمكانكم قطع صبيب الانترنيت عليهم؟!”. لسان حال عبد السلام أحيزون وهو يقابل موظفيه بشركة “اتصالات المغرب”، غداة موجة الانتقادات التي طالته من قبل الرأي العام الرياضي الوطني وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان ردهم على حصيلة “أم الألعاب” في التظاهرة القارية الأخيرة..”#أحيزون_ارحل”.

وإن كان أحيزون قد اعتاد أن يعد الأصفار، وهو مسير لأكبر شركات الاتصالات في القارة الإفريقية، فإن ألعاب القوى المغربية لم تعتد، قبل 2006، حين تولى ابن تيفلت المهام، (لم تعتد) على الخروج من المحافل القارية والدولية بحصيلة “مخجلة” كتلك التي أضحت تعيشها في زمن المكتب الجامعي الحالي، الذي يقوده مهندس الاتصالات.

لم يسبق له أن وطأ مضمار سباق كعداء، لكنه تحمل مسؤولية قيادة أنجح الجامعات الرياضية، من حيث النتائج، على الصعيد الوطني، بالحمولة التاريخية التي تحملها رياضة ألعاب القوى لدى الشارع المغربي، من بداية القصة في “لوس أنجليس 1984” إلى نهايتها في “أثينا2004″، إلى أن أصبحت دول على غرار غامبيا وزامبيا تتفوف علينا في العدو والقفز، هي التي تكاد تتعرف على تقنية الـ4G بفضل امبراطورية الاتصالات المغربية، التي بيعت للإماراتيين ويدير “علبتها السوداء” رجل اسمه عبد السلام أحيزون.

بلغة “الأرقام” التي يهواها رجال الأعمال، فإن غلة ألعاب القوى المغربية من الميداليات، في المحافل الدولية الكبرى؛ للألعاب الأولمبية وبطولات العالم، لم تشهد سوى ميدالية ذهبية واحدة، خلال الـ 13سنة من ولاية أحيزون، حققها عبد العاطي إيكيدير سنة 2012 في بطولة العالم داخل القاعة، عدا ذلك فالحصيلة تراجعت بشكل كبير والأسهم شهدت انهيارا كبيرا، حتى انتقلت العدوى إلى “السوق” القارية.

هي نتائج إيجابية أن يحتل المغرب المرتبة 14 قاريا، في تظاهرة نظمت على أرض المغرب. هكذا يعتبرها المدير التقني الوطني لجامعة ألعاب القوى، مكرها لا بطل، خاصة وأن الواقع “مخز”، حيث لا يمكن إلا مباركة الرئيس أحيزون وتجديد “طقوس الولاء” سنويا، مقابل دعم مادي يتوجه للأندية والعصب، وما على الأخيرة إلا أن ترفع أياديها لتجديد ولاية، كما تقتضي “ديمقراطية” تسيير الجامعات الرياضية الوطنية، منذ الأزل!

فحتى وإن ارتفعت الأصوات المنادية بالتغيير، كما كان الشأن عندما ترشح البطل العالمي هشام الكروج لمنافسة أحيزون، إلا أن زحزحة الأخير تظل مستعصية، في ظل مشهد “التطبيل”، مع تزكية راسخة للفشل من قبل الأجهزة الوصية على القطاع الرياضي، من وزارة الشباب والرياضة إلى اللجنة الأولمبية الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى