و كأن الملك كان يتحدث عن الطلبي العلمي

شارك هذا المقال

بينما كان الملك محمد السادس  يلقي خطابه قبل أيام،  متحدثا عن افتقاد الإدارات العمومية لمسؤولين بكفاءات تؤهلهم للنهوض بالقطاعات التي يشرفون عليها ، كان عدد من موظفي وزارة الشباب و الرياضة ، يتساءلون في قرَّة أنفسهم ، عمّا إذا كان التغيير الذي دعى إليه محمد السادس ، سيجد موطأ قدم داخل وزارتهم ، و ما إذا كان الملك قد فتح ملف المحاسبة على ظروف عدد من التعيينات التي ينطبق عليها الخطاب الملكي  .

 

و كان قرار تعيين ع.ك ، الاتحادي الذي غيّر جلده السياسي بين عشية و ضحاها ، قد شكل مادة دسمة تداولها أطر وزارة الطلبي العلمي ،بكثير من الاستغراب بعدما رفض الخازن الوزاري التأشير على أوراق هذا الأستاذ المبرز ، الذي استغل محيط الوزير إحدى الجرائد المملوكة لعامل سابق في الداخلية ، من أجل الترويج لدكتوراه مزعومة، ادّعتها الجريدة التي استفادت الشركة الحاضنة لها من ملايين الدراهم من صندوق الوزارة تحت غطاء الإشهار.

 

رفضُ الخازن الوزاري التأشير على أوراق ع. ك كمدير مركزي ، قابلته مقاومة من الوزير الذي قاتل من أجل الاحتفاظ به ، ما انتهى بإيجا “تخريجة” انهت الجدل في أوساط الخزينة الوزارية،  لكن لم تتمكن من ذلك داخل دهاليز الوزارة، حيث لايزال العشرات من الموظفين يتساءلون عن المحصل العلمي و التكويني ، الذي يؤهل  ع.ك لقيادة مديرية الشباب داخل وزارة الشباب و الرياضة.

 

و في نفس السياق ، فقد عاشت هذه الوزارة العديد من الحوادث المماثلة التي تقع في صميم الخطاب الملكي ، خصوصا تلك المتعلقة باسترجاع بعض ممن غضب الملك عليهم ، لمناصب مسؤولية عبر مباريات ، تداول الموظفون نتائجها قبل إجرائها ، كما هو الشأن بالنسبة للمدير السابق للمركب الرياضي مولاي عبد الله ، الذي عصفت به غضبة ملكية ، بسبب فضيحة الكراطة المشهورة قبل أن يعيده الوزير إلى منصب المسؤولية.

فضائح وزارة الشباب و الرياضة لم تقتصر  على بعض الأشخاص الذين تم تعيينهم في مناصب مسؤلية رغم افتقادهم للكفاءة أو تورطهم في اختلالات ، و انما امتدت إلى محيط الوزير ، الذي يؤكد بعض الموظفين أنه يضم أشخاصا يفتقدون للكفاءة في مجال نشاط الوزارة ، حيث يتساءل بعض هؤلاء ،عن محل “خبير في الاقتصاد الاجتماعي” من قاموس الشباب و الرياضة ، فلا هو شاب بإمكانه الإلمام بتطلعات الجيل الجديد ، ولا هو رياضي من شأنه أن يقدم دفعة لهذا الميدان.

 

المعني بالأمر الذي تم استقطابه تنفيذا لتوصيات جهات حزبية  ، شكل في أكثر من مناسبة مادة دسمة تناولها الموظفون داخل أروقة وزارة بطل فضيحة التهرب من أداء واجبات الدولة  ، خصوصا وأنه دخل في أكثر من  مناسبة في مناوشات مع عدد من الموظفين بسبب حشره لأنفه في مواضيع لا تعنيه  ، و تعمده ممارسة العنتريات بحكم انتمائه لمحيط الوزير الذي سيغادر الوزارة رفقته مباشرة بعد انتهاء ولايته.

 

ويطالب عدد من الموظفين ، بفتح تحقيق تحت اشراف لجنة من القصر ، حول علاقة تواجد العديد من الأشخاص في مناصب مسؤولية بوزارة الشباب و الرياضة بالكفاءة التي ألح الملك على ضرورة توفرها في المسؤولين بغية تحقيق التقدم و الإزدهار المنشودين .

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد