المحرر الرباط
هكذا بدأت حكاية هشام البوشتي، بعدما غادر اسوار السجن، على خلفية قضية نصب و احتيال و تزوير، و هكذا شاءت الاقدار أو شاء البوشتي نفسه أن يكون المصير، خائن للوطن لن تقبله الجنة كما لم تقبله النار فوق الارض، تائه بين ردهات السفارات المعادية لبلادنا بفرنسا بحثا عن لقمة عيش يسد بها رمقه، و مستعد للادلاء بشهادة الزور لقناة تونسية، لعلها تعطيه شيئا من المال يكفيه لشهور.
هشام البوشتي، التي أخطأ و هو رجل مرفوع الراس في جهاز القوات المساعدة، و لم يتجمل مسؤولية أخطائه، يعيش اليوم ما جنت يداه و ما اقترف في حق هذا الوطن، هناك في عاصمة الانوار، حيث نتابعه و هو يشقى لوحده دون أية نتيجة، و ليت أن اخطاءه تغفرها الاوطان، لسارعنا لطلب العفو عنه على الاقل حتى يتمكن من توديع والدته رحمها الله التي غادرت الدار الدنيا، دون أن يتمكن من القاء اخر نظرة على وجهها البريئ.
هشام البوشتي و غيره كثيرون ممن يدعون النضال، علنا، و يرتمون في أحضان الخيانة سرا، يعيشون اليوم و بمحض ارادتهم، عذاب الدنيا في انتظار يوم الحساب، و يتمسكون بوهم رسمه أعداء الوطن المتربصين بابنائه، لن يتحقق في ظل تماسك مكونات الشعب المغربي، و التفافها حول العرش، الذي نؤمن كما يؤمن غالبية الشعب بأنه الضامن الوحيد لوحدة هذا الوطن.
اليوم و قد توفيت والدة هشام قبل أيام، ظل هو بعيدا عن هذا الحدث الجلل، يترقب و كأنه يخشى العودة الى أرض الوطن فيقع ضحية نظرات الشعب التي تحتقره، نعم لانه يعلم جيدا أن عودته الى الوطن لن تقترن باي اعتقال مهما فعل، لكنه سيجد امامه نظرات ثاقبة، تحتقره و تحتقر ما اقترفت يداه في حق وطن لطالما استنشق هواءه، و اكل من خبزه و زيته و خيرات أرضه.
نتساءل عما اذا كان هشام البوشتي سيأخد العبرة من وفاة والدته التي لم يودعها كما يفعل جميع المغاربة المخلصين، ة سيتاكد من أن ما يفعله و من يتحالف معهم ضد وطنه لن يزيدوه سوى شقاءا، كما نتساءل عما اذا كان هذا الوطن الشريف سيغفر لهشام زلاته الجسيمة، التي و رغم انها لم تؤثر عليه في شيء، الا انها مست كرامة مواطنيه، و ألحقت بهم الاذى.
الى متى ستظل متسكعا بين السفارات و ملحقيها العسكريين اخي هشام؟ و اين تريد أن تصل بعد كل ما حدث معك بسبب خيانة الوطن؟ نتمنى أن نجد جوابا مقنعا نطالب من خلاله الرحمة لمواطن مغربي، قد يكون ضحية من بين العشرات من الضحايا التي سقطت سهوا من الوطن في جيوب أعدائه.