المحرر الرباط
بين عشية و ضحاها، انقلبت تعاليق الفايسبوكيين المتعلقة بالحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، رأسا على عقب، و لم يعد للجهات التي كانت تشكك في فعالية اللقاح مكان بين تفاصيل التدوينات، وقد عاشت كبريات الصفحات الفايسبوكية المغربية على إيقاع نغمة موحدة عبر من خلالها مغاربة الفضاء الازرق عن عزمهم المشاركة في هذه العملية تحصينا لأنفسهم و للأمن الصحي للبلاد.
و بعدما كانت بعض الأصوات النشاز تظهر بين الفينة و الاخرى، للتأثير على قرارات المواطنين، و الحيلولة دون خضوعه للتلقيح، و تنشر الشائعات لتقويض مجهودات الدولة في توفير لقاح فعال و مجاني للمواطن، أصبحت صور الملك و هو يتلقى جرعة اللقاح كتابا يستشهد به عشرات الالاف من الفايسبوكيين الذين عبروا عن عزمهم التقدم المشاركة في عملية التلقيح.
صور الملك لم تكن دليلا قطع الشك باليقين، فيما يخص نجاعة التلقيح، بل أصبحت محفزا للعديد من المواطنين الذين عبروا عن استعدادهم الانخراط في العملية كمتطوعين لمساعدة الجيش الابيض على اتمام مهامه في ظل الضغط المرتقب أن تعيشه مراكز التلقيح عبر مختلف ربوع المملكة، و قد عبر هؤلاء عن استعدادهم للمساهمة في انجاح هذه العملية، حتى يتابع العالم وحدة المغاربة و تلاحمهم ملكا و شعبا.
لقد كانت المشاركة الملكية في عملية التلقيح، بمثابة آذان الفجر الذي يقطع الشك باليقين حتى يتوقف المسلم عن الاكل في شهر رمضان، و جعلت جميع الشائعات التي شككت في فعالية اللقاح تنهار كما ينهار الجليد عندما يتعرض لأشعة الشمس، في مشهد لم يكن في حسبان من ألفوا الاصطياد في الماء العكر، و الجهات التي تقف وراءهم و تحركهم بآلات تحكم عن بعد من وراء البحار و المحيطات.
اعطاء الانطلاقة لعملية التلقيح من طرف الملك شخصيا، ساهم في تبخر تلك الشكوك التي استطاع البعض أن يزرعها في قلوب النشطاء عبر التعليقات المسمومة، و أبطل مفعول تلك الالغام التي تم زرعها داخل التعاليق الفايسبوكية لغاية في نفس يعقوب، و لعل الخاسر الاول هنا، هي تلك الجهات التي تخصص الملايير لهذه الطلاسيم على حساب شعوبها الفقيرة المفقرة الفاقدة لأبسط ظروف العيش.