المحرر متابعة
يرى الدكتور عبدالفتاح الفاتحي، الباحث الأكاديمي المتخصص في قضايا الساحل والصحراء، أن إقدام مصر على السماح للبرلمان الصحراوي التابع لجبهة البوليساريو – التي يعتبرها المغرب دولة وهمية – في أعمال المؤتمر البرلماني العربي – الإفريقي بشرم الشيخ “هو سلوك معادٍ للوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
واعتبر الخبير الدولي في تصريح لـ”هافينغتون بوست عربي” أن الموقف المصري “من شأنه أن يؤثر كثيراً على مستقبل العلاقات بين البلدين، لاسيما أن مصر وبكل تأكيد تستوعب حجم تداعيات موقفها هذا على مستقبل البلدين”،
وأضاف أن ذلك “سيلقى ردود فعل جدّ غاضبة من الجانب الشعبي والرسمي على حد سواء، وهو ما يضع علاقات البلدين على كفّ عفريت”.
وقال المتحدث نفسه إن تضمين بيان هذا المؤتمر “توصية لدعم ومساندة ما تسميه (حق الشعوب في تقرير مصيرها)، والعيش في سلام طبقاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، يجعل مصر حاضنة لفئة لا شرعية لها حتى تشارك في هذا المؤتمر”.
المتخصص في قضايا الساحل والصحراء لفت إلى أن قبول مصر وبرلمانها بما ورد في البيان “سيكون له بالضرورة تداعيات مخيبة لدى الجانب المغربي، لاسيما أن البلدين عاشا توتراً دبلوماسياً عميقاً في بداية السنة الماضية، بعدما تنبه المغرب إلى وجود تنسيق بين مصر والجزائر لدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وقد تم احتواء هذه الأزمة، ما أعاد التأكيد على ضرورة الرقي بالعلاقات الدبلوماسية المغربية المصرية”.
وحذر الفاتحي من القرار المصري على اعتبار أنه “سيفقد المغاربة لثقتهم بمصر حكومةً وشعباً”، خاصة أن المغرب لا يقبل “دعم كل من يعادي المملكة المغربية في قضية وحدته الترابية”.
وأشار المتحدث إلى أن “الموقف المصري الجديد بالسماح بحضور البوليساريو إلى مدينة شرم الشيخ لا يختلف كثيراً عن استدعائها وفد الحوثيين إلى شرم الشيخ، وهو موقف مستغرب لدى كل الأوساط السياسية العربية”، وتبعاً لذلك يضيف الفاتحي: “الجميع يحاول رصد معالم عقيدة السياسة الخارجية المصرية الجديدة، خاصة بعد تصويتها في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا”.