الياس العماري: الرجل الذي بفضله تقوى عبد الاله بنكيران

المحرر الرباط

 

أين اختفى الياس العماري، الذي كان يتجول قبيل الاعلان عن نتائج الانتخابات بخطوات ثابتة، و يبشر من يدور حول فلكه بنصر قريب؟ سؤال يمكن أن يجيب عليه أي شخص بلغ الى علمه أن شباط و لشكر يعتزمان التحالف مع بنكيران، بعدما كان الجميع يتوقع بقاء البيجيدي وحيدا رفقة الرفاق فيب الساحة السياسية.

 

هزيمة الاصالة و المعاصرة، أماطت اللثام عن الجانب المظلم لعدد من قيادات هذا الحزب، و على رأسهم الياس العماري، الذي بنى لنفسه امبراطورية من الوهم، كان من خلالها يخيف العديد من الجهات، و تحول بقدرة قادر الى صديق للملك، يخشاه الجميع، بينما أن الامر لم يكن سوى “زعامة” و “صنطيحة” انتهت قصتها اليوم.

 

و ان كان حزب الاصالة و المعاصرة قد انهزم اليوم شر هزيمة، أفقدته الكبرياء و الانفة، فان ذلك لم يأتي من فراغ، خصوصا و أن بداية النكبة اقترنت بانتخاب الياس العماري أمينا عاما للحزب، و هو الشخص الذي كان من الاجدر ابعاده عن الواجهة بعد سلسلة المهازل التي دشنها من خلال خرجات اعلامية لازال النشطاء يستعملونها للسخرية.

 

ان ما أخطأ تقديره حزب الاصالة و المعاصرة، هو أن الياس الذي يخيف المسؤولين بايهامهم قربه من الملك، سيؤثر على الشعب لنفس الاسباب، في وقت يعلم فيه الجميع أن الشعب يحترم الملك فعلا و متمسك بالعرش العلوي، لكن ذلك لن يكون سببا كي ينتخب انسانا لا يمتلك مقومات التواصل و الاقناع.

 

و ان كان حزب الاصالة و المعاصرة، حديث النشأة، سقط على الساحة السياسية بالمظل قبل سنوات، فلا يجب أن يترأسه شخصه ليس له ماضي سياسي معروف، و لم يسجل له التاريخ أية مواقف مؤثورة، اللهم اعلانه الحرب بشكل مباشر على الاسلاميين، الذين يمتلكون من القواعد ما لا تمتلكه الاحزب في مجموعها.

 

من جهة أخرى فان خرجات الياس العماري، و تصريحاته المثيرة للجدل، خصوصا تلم التي يحاول من خلالها ايهام الناس أنه محمود درويش زمانه، خدمت بشكل كبير عبد الاله بنكيران، و جعلت المواطن على يقين من أن البديل حتى و ان وجد فلن يكون حتما الياس العماري.

 

اليوم و نحن نقف على اطلال حزب الجرار، الذي يبكي حاله بعد كل ما وعد به المغاربة خلال الحملة، يتضح لنا أن هذا الحزب بامكانه أن يعود بقوة بعد خمس سنوات، لكن اذا ما استغنى عن خدمات العماري و أمثاله من الاوراق المحروقة، التي فطن بها الشعب و لم يعد يستحمل حتى رؤيتها على شاشة التلفاز.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد