المحرر الرباط
تداول نشطاء على نطاق واسع، تسجيل مصور لسليمان الريسوني من داخل السجن، اعتبره مئات المعلقون، ردا واضحا و صريحا على هرطقات عدد من تجار حقوق الانسان، و استجابة للمطلب الذي تقدمت به خلود الجابري، زوجة الصحفي المعتقل، من خلال شريط التقطته أمام المؤسسة السجنية عكاشة، طالبت فيه بالكشف عن مصير زوجها.
خلود الجابري التي ظلت تنشر الاكاذيب و المغالطات حول الحالة الصحية لزوجها عقب كل زيارة له، دفعت الجهات المعنية الى نشر الشريط المذكور، كرد على كل ما المغالطات التي تم الترويج له من طرف بعض المحامين و المنتسبين للعمل الحقوقي، و قد ظهر الريسوني في حالة صحية عادية، و لم تبدو عليه أية علامة من العلامات التي روجت لها زوجته في مناسبات عديدة.
سليمان الريسوني ظهر و هو يمشي على قدمية أمام زنازانته، بل و أن الحقيقة هو أنه يتمتع بامتيازات تتجسد في فتح باب الزنزانة التي يقطن فيها، عكس باقي سجناء المملكة التي يغلق عليهم الباب طيلة اليوم، عدا في أوقات الفسحة و الاستحمام، و الدليل هو الغرفة التي بجانبه، و التي ظهرت في الشريط مغلقة الباب رغم أم هناك شيئا تحته يدل على أنها مسكونة.
إذا كان من المفروض أن يحتج حقوقيو المرقة في بلادنا فإن احتاجاتهم يجب أن تكون بسبب الامتيازات التي يتمتع بها الريسوني داخل السجن دونا عن بقية خلق الله، و طالما أنهم يدافعون عن المساواة و العدالة الاجتماعية، فإنهم مجبرون على مطالبة مندوبية التامك بنهج سياسة المساواة في تعاملها مع السجناء، و إما أن تفتح أبواب الزنازن بدون استثناء أو تغلقها جميعا.
لماذا يفتح باب الزناتة على سليمان الريسوني، و يترك له المجال مفتوحا داخل رواق المكان الذي توجد فيه زنزانته، بينما تبقى الابواب مقفلة على باقي السجناء المقدر عددهم فيما يزيد عن الثمانين الف سجين؟ و هل كذب بلاغ مندوبية السجون عندما أكد على أن الريسوني يتمتع بجميع حقوقه أم عندما ألح على أن هذا الاخير يعامل وفقا للقانون و كما تتم معاملة باقي نزلاء المؤسسات السجنية؟
رغم أن الشريط المتداول قد أكد على أن مندوبية السجون تمتع الريسوني بمعاملة تفضيلية، و تخرق مبدأ المساواة الذي يعتبر ركيزة أساسية لدولة الحق و القانون، الا أنه قد جاء كتلك الموجة التي تأتي على قصور الرمال فتحطمها و كأنها لم تكن، و بطبيعة الحال لن يسكت حقوقيو الجالوق و سيواصلون البحث عن تبريرات للانتقاد، لكن عدد المنجزين وراءهم قد بدأ يقل مع ظهور كل دليل يورط سليمان و من معه.