المحرر الرباط
في خضم الضجة الاعلامية الدولية التي خلفتها اتهامات منظمة أمنيستي للمملكة المغربية باستعمال برنامج بيغاسوس، في التجسس على النشطاء و الصحافيين و زعماء الدول، خرجت الاستخبارات المغربية ببيان حقيقة فريد من نوعه، لخصت من خلاله موقفها من كل تلك الخزعبلات المنسوجة من خيال خصوم المغرب و الرامية الى الضرب في مصداقية مؤسساته.
لم يأتي بيان الحقيقة الصادر عن الاجهزة المغربية مكتوبا، ولا على شكل كلمة ألقاها أحد المسؤولين الاستخباراتيين، و إنما تم تجسيده في ربط القول بالفعل، و ترسيخ مكانة جهازي الاستخبارات المغربيين في محاربة الارهاب و الجريمة العابرة للقارات، و ذلك من خلال المعلومات التي تم توفيرها للسلطات اليونانية حول تواجد أحد أخطر الارهابيين على أراضيها.
الدولة اليونانية الهادئة في محيطها الاوروبي، لم يتم تنبيهها لا من طرف المخابرات الالمانية المتواجدة على بعد مسافة صغيرة منها، ولا من طرف منظمة أمنيستي التي تتهم المغرب بالتجسس، و لولا المعلومات التي وفرها رجال المغرب الحقيقيين، لكانت هذه الدولة التي تعتمد على السياحة كمدخل اساسي للعملة الصعبة، هدفا للارهاب و لتضررت سياحتها مما كان الارهابي الذي تم اعتفاله يعتزم القيام به.
الصحافة اليونانية خرجت اليوم عن بكرة أبيها للاشادة بالدور الذي لعبته المخابرات المغربية في اعتقال الارهابي الذي تسلل الى اليونان و مكث فيه لمدة طوبلة دون أن يثير انتباه الجهات المعنية بمحاربة الارهاب في هذا البلد، و من يدري ربما يكون قد تلقى المساعدة من المانيا التي تحولت الى راعي رسمي للارهاب و الارهابيين منذ مدة، ولاتزال المواقع اليونانية مهتمة بالموضوع الذي شكل مادة دسمة يبحث الرأي العام اليوناني عن تفاصيلها باهتمام شديد.
عملية اليونان، و بالاضافة الى أنها جنبت هذا البلد حمام دم بعواقب جد وخيمة، الا أنها شكلت بيان حقيقة، و تعقيبا صريحا على من يتهمون بلادنا بالتجسس و يحاولون تبخيس مجهودات مؤسساتها الاستراتيجية، فشكرا لكل رجل يمكث في عمله أياما متواصلة حتى نتكن نحن كمغاربة من رفع رؤوسنا عليا بين مختلف دول العالم….