دافعت القيادية في حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، عن الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران، بعد محاولات لإقحامه في الهزيمة المدوية التي مني بها حزب المصباح في الإستحاقات الماضية.
وتوقعت القيادية في البيجيدي في تدوينة مطولة على حسابها في الفيسبوك حضور اسم، عبد الإله بنكيران، ضمن المرشحين للمنافسة على الأمانة العامة للبيجيدي، لما يتوفر عليه من كاريزما افتقدها الحزب، على حد تعبيرها، خلال الفترة الماضية.
وجاء في تدوينةماء العينين:”
يتفاعل النقاش داخل حزب العدالة والتنمية في محاولة لتقديم قراءات لنتائج الانتخابات الأخيرة في أفق المؤتمر الاستثنائي المقبل الذي قرره المجلس الوطني.
ضغط الوقت لا يترك فرصة كبيرة للتقييم والاستشراف الفكري والسياسي، ومن الطبيعي أن يحظى النقاش التنظيمي بالأولية والإستعجالية بالنظر إلى الظرف الصعب الذي يجتازه الحزب لأول مرة في تاريخه الذي لا يعتبر طويلا.
وبذلك من الطبيعي أن يحظى سؤال : “من يكون الأمين العام المقبل؟” بالأولوية، ومن الطبيعي أن يحظى سؤال القيادة بالاهتمام، فالسياسة والقيادة مرتبطة أيضا بطبيعة الأشخاص، وحزب العدالة والتنمية مدرك جدا بحكم تجربته لهذا التلازم.
بديهي أن يحضر اسم عبد الإله بنكيران بقوة في مرحلة تراجع الحزب سياسيا وانتخابيا، فاسمه مرتبط عند جيل بكامله بالاشعاع السياسي والنجاح والتفوق الإنتخابي، إضافة إلى كاريزما القيادة والحضور السياسي والقدرة على إدارة الأزمات، الشيء الذي افتقده الحزب طيلة الفترة السابقة. مناسبة إثارة هذا الكلام هو محاولة البعض تحميل بنكيران جزء من مسؤولية ما جرى، ورغم أن لحظات التقييم تحت وقع الصدمة تظل صعبة، إلا أن فضيلة الإنصاف تظل قيمة أخلاقية عليا وجب الإتصاف بها، ولذلك أجد صعوبة في فهم محاولة إقحام الأستاذ بنكيران في تقييم تدبير مرحلة أُبعِد عنها قسرا، حيث لم يكن يُشرك في قراراتها حتى أنه حينما حاول استباق ما حصل اليوم بحسه السياسي، هدد وزراء من الحزب بحزم حقائبهم لو استمر في التعبير. إلا إذا قصد البعض مصادرة حرية التعبير لدى عضو في الحزب لا صفة تنظيمية له ولو كان أمينا عاما سابقا من حقه التعبير عن مواقفه بحرية كاملة.
لا أظن أن من يثير هذا النوع من الأسئلة داخل الحزب اليوم، يفكر فعلا في مصلحة الحزب أكثر من التفكير في محاولة اختلاق تقاطبات عشنا مثلها أيام نقاش “الولاية الثالثة”، لأن السياق مختلف والمعطيات لا تترك مجالا للإختلاف والتقاطب الوهمي.
السؤال الحقيقي اليوم ليس هو : من مع عودة بنكيران ومن ضدها؟ السؤال هو ” هل يقبل بنكيران نفسه بالعودة؟
يحلو للبعض أن يقول أن منتقدي نهج القيادة المسقيلة ساهموا في الفشل، وقد سمعت ذلك مباشرة من قياديين متعددين، لكن الحقيقة أن المنتقدين الذين ظلوا ثابتين مخلصين للحزب، كانوا أكثر قدرة على التنبؤ فدقوا الجرس مرارا في وقت تعرضوا فيه للإقصاء والتهميش والكثير من التحامل، ومع ذلك استمروا رغم توفر كل المبررات المفترضة للمغادرة أو على الأقل تغيير الموقع والاصطفاف مع المطبلين.
الإعتراف بالخطأ فضيلة، وبداية التقويم تبدأ بالتشخيص السليم، وعلى الجميع اليوم أن يتعالى وأن يترفع لمصلحة حزب يعيش أسوأ أزمة يتمنى المخلصون بداخله والمنصفون من خارجه ألا تعصف به، وأن يعرف كيف يخرج منها ربما أقوى وأقدر على القراءة والاستشراف. وعلى من يود مغادرة الحزب لأنه لم يعد مجالا للإنتفاع أن يفعل ذلك في صمت، ويترك هذا المشروع لأجيال من الشباب متشبعة بقيم الوطنية والنضال والرغبة في المساهمة في تطوير الأمور نحو الأفضل بنفس ديمقراطي.
أبناء وبنات الحزب لازالوا مقتنعين بأن الحاجة لمثل حزبهم قائمة وهم يتأملون المسار الذي انطلق بمؤشرات تبعث على الكثير من القلق، غير أن عملا كثيرا ينتظر للمراجعة والتصويب برؤية جديدة ونظرة متبصرة”.