المحرر الرباط
عندما قال محمد زيان في حواره مع دنيا الفيلالي، بأنه من المفروض على المدير العام للامن الوطني أن يمثل امام القضاء الفرنسي من أجل الحصول على البراءة في مواجهة المدعو زكرياء المومني، لأنه لا يرضى بأن يقول العالم بأن المغرب فيه تعذيب، خطرت في بالنا مجموعة من الاشياء، التي ربما لم تخطر على المحامي الموقوف أثناء حديثه عن هذا الموضوع.
أول ما يجب الحديث عنه، هو لماذا سيقوم رجال الامن بتعذيب المومني، و بحضور عبد اللطيف حموشي شخصيا، و الذي كان آنذاك يعمل في مجال محاربة الارهاب، و هنا لابد من التساؤل عن مدى أهمية الملاكم المغربي، و خطورة الجرائم التي ارتكبها حتى ينتقل مسؤول امني في مجال الارهاب، الى قسم آخر لحضور التحقيق معه؟ و إذا كان الامر يستدعي فعلا حضور الحموشي، فما هو الخطر الذي كان المومني يشكله على النظام حتى يدخل هذا المسؤول الامني شخصيا على خط قضيته؟
و حسب ما هو ظاهر و واضح، فإن زكرياء المومني، و هو يعارض النظام المغربي من خارج البلاد، حيث يتحرك بتعليمات جهات تدفع له مقابل تتفيذ خططها، يراه المغاربة مجرد تافه لا قيمة له، فبالاحرى و هو فوق الوطني، و لعل من يعرفون الرجل، يعلمون انه كان يمضي وقته بين قاعة الرياضة و طريق زعير منتظرا مرور الملك لاستعطافه من اجل الحصول على مأذونية، و على يقين من أن التحقيق معه لا يستدعي حتى حضور ضابط شرطة بمصلحة السير و الجولان لان الرجل لا يساري شيء بالاساس.
محمد زيان و هو يتحدث عن “فلوس لمغاربة”، نسي بأن جزءا من تلك النقود قد تم تحويله الى حسابه البنكي عندما كان محاميا يترافع لفائدة وزارة الداخلية، و يدعو لسجن المواطن لحماية الموظفين، عكس ما يقوله اليوم، و قد غفل عن الاشارة الى أنه قد استفاد لسنوات من مقر قلب العاصمة الادارية مقابل مبلغ هزيل، و لا مانع من أن نذكره بالدعم الذي الذي تلقاه حزب الاسد لتمويل حملته الانتخابية، و الذي طالبت وزارة الداخلية باسترجاعه بعدما تأكدت من أنه لم يصرف فيما هو مخصص له.
ما هو واضح لنا كمتتبعين لهذه القضية، فإن محمد زيان متناقض مع نفسه، و يقول ما لا يفعل في كثير من المناسبات، و في وقت يطالب فيه بدليل ادانة نجله، و دليل على انفصال دنيا و زوجها، يوجه اتهامات الى الحموشي دون دليل، و يتهمه بالتورط في تصويره رفقة وهيبة دون دليل، و الحقيقة هو أن الرجل بعلم جيدا من سرب ذلك الفيديو لكنه يتعمد اقحام الحموشي في الموضوع حتى يعطي لنفسه قيمة أكبر من قيمته، و حتى يوهم الرأي العام بأن الدولة هي التي تحاربه.
عندما يكون الانسان متسامحا زيادة عن اللزوم، و عندما يفضل الالتزام في بالصمت مقابل المس بحقوقه، يصبح معرضا للتطاول من طرف النطيحة و ما عاف السبع، لأن البعض يفسر الترفع عن التعقيب على السفهاء ضعفا، و يتمادون في ممارسة الفانتزيات لأنهم متأكدون من أن من يواجهون لن ينزل الى مستواهم، لكن عندما يتعلق الامر برجال يسهرون على امننا و امن اطفالنا، فنحن من سنزل الى القعر بدلهم، و مستعدون للخروج عن ادب الحوار دفاعا عنهم، و إذا كان الحموشي ولد الناس يحترم نفسه و مهامه و منصبه، و يتفادى التعقيب على من يتطاولون عليه فنحن هنا، أمامه و وراءه، و لن نرضى بأن يتمادى السفهاء على شخصه و نحن جالسون ننابع في صمت.
محمد زيان و الى حدود الساعة، لم يقدم ولا دليل بسيط على ما يدعيه بخصوص علاقة الحموشي بمشاكله، و هو ما يمكن اعتباره دافعا لنقول له كفى حكرة، فالرجل لم يمسسك بسوء، على الاقل احتراما له كمواطن مغربي و كرب أسرة، و احتراما لنا كمواطنين واعين بما يقوم به لأجلنا، أما إذا كان ما تقوم به يعكس ردة فعلك لأن مدير الامن لم يتدخل لفائدة ابنك أثناء اعتقاله، فذلك شيء آخر، و لكل مقام مقال.