كوثر علاموا للمحرر
شارك حوالي 3000 تلميذ وتلميذة ينتمون إلى المؤسسات التعليمية بجهة بني ملال خنيفرة، وأساتذة، وفعاليات سياسية ومنتخبة وهيئات المجتمع المدني، صبيحة يوم أمس الأحد، في كرنفال استعراضي لتحسيس ساكنة مدينة بني ملال وباقي مدن الجهة بآثار التغيرات المناخية التي باتت تهدد كوكب الأرض، ودعوتهم للانخراط في التعبئة المجتمعية للحفاظ على النظام الإيكولوجي والطبيعي التي تزخر به الجهة خاصة والمغرب عامة.
وألح المنظمون على أن تنطلق المسيرة الاستعراضية من منبع عين اسردون، المعلمة الطبيعية البارزة في الجهة، لتتجه نحو الشارعين الرئيسيين بمدينة بني ملال وهما شارعا الحسن الثاني ومحمد الخامس، وتنتهي بساحة المسيرة التي تحتضن هي الأخرى عروضا فنية ومسرحية ومحترفات في الفن التشكيلي ومعارض لمنتوجات إيكولوجية من صنع التلاميذ.
وفي ذات السياق، ذكرت كنزة أسيد، مستشارة بمجلس جهة بني ملال خنيفرة ونائبة رئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية والتكوين والتعليم، أن نسبة انبعاثات الغازات بالمغرب لا تتجاوز 0.4 في المائة وبذلك لا يمكن اعتباره من البلدان الملوثة، لكنها تدعو إلى ضرورة تربية النشء على الممارسات والسلوكات التي تحمي بيئتهم وتجعلهم في تصالح معها، وإلا سيرتكب المسؤولون والآباء جريمة في حقهم إذا أهملوا تحسيسهم بأهمية الحفاظ على البيئة كتراث مادي وحيوي.
من جهته، أكد عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، أن إشراك الطفل في تنظيم هذا الكرنفال يندرج ضمن الإستراتيجية التي اختارت نهجها الأكاديمية في المجال البيئي والتحسيس بمخاطر تلوث المناخ، بتنزيلها لمجموعة من الأنشطة، كمشروع غرس 300 ألف شجرة بمحيط المؤسسات التعليمية، الذي تدعمه المديرية الجهوية للفلاحة، وتعميم الأندية التربوية ذات التوجه البيئي وتنظيم مسابقات ثقافية وفنية ورياضية.
وأوضح المصدر ذاته، أن الأكاديمية دعت كافة المؤسسات التعليمية بإقليم بني ملال للمشاركة في هذه التظاهرة، مع الحرص على حضور تمثيلية لتلاميذ باقي أقاليم الجهة وهي أزيلال والفقيه بن صالح وخنيفرة وخريبكة، كما استضافت المؤسسات الفائزة في المسابقة الجهوية للبيئة والحاملة للمشاريع البيئية المتميزة، بغية إكساب التلاميذ والتلميذات مجموعة من المهارات الصديقة للبيئة، وتقويم سلوكاتهم الخاطئة نحوها، وإفادتهم بكل معلومة تتعلق بكيفية الحفاظ عليها، معتبرا هؤلاء سفراء لدى أسرهم والمحيط والمجتمع.
وكشف علال البصراوي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال خنيفرة، أن المدرسة تبقى الفضاء الأمثل لتربية الأجيال الحالية وأجيال المستقبل على حماية واحترام الحقوق البيئية كواحدة من ضمن حقوق الإنسان الكونية، وتعبئتهم لمواجهة التحديات والاكراهات التي يمكن أن يحدثها أي خلل في المنظومة الإيكولوجية الكونية، مذكرا بأن المغرب يبقى مستهدفا من تلك الآثار الجانبية والسلبية رغم تصنيفه خارج البلدان الملوثة.
وأطلقت الفعاليات الساهرة على تنظيم هذه التظاهرة الأولى من نوعها، والمتمثلة في مجلس جهة بني ملال خنيفرة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وجامعة السلطان مولاي سليمان والمديرية الجهوية للفلاحة وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وجمعيات عديدة من المجتمع المدني بذات الجهة، اسم “أطلس كوب” عليها نسبة إلى جبال الأطلس التي تؤثت الفضاء الطبيعي للجهة، واستعدادا لاحتضان المغرب مؤتمر الأطراف كوب 22، مابين 7 و18 نونبر الجاري، بمراكش.
وتزامنا مع تنظيم المهرجان، احتضنت ساحة المسيرة، بذات المدينة، محترفا للفن التشكيلي ساهم تلاميذ مؤسسة الإبداع الفني والأدبي في استثماره كفضاء لرسم وتشكيل لوحة فنية بلغ طولها 50 مترا، تروج لمجموعة من القيم النبيلة وتندد بالسلوكات المضرة بالبيئة، بالإضافة إلى تقديم عمل مسرحي فرجوي يعالج تيمة الموت بسبب التلوث من أداء تلاميذ نفس المؤسسة وبإشراف الأستاذين مولاي إسماعيل بورقيبة وعادل الضريسي. ويضاف أن المشاركين والزوار استمتعوا بلوحات موسيقية متنوعة من أداء الفرقة النحاسية، وتمكنوا من الاطلاع على أروقة، عرضت فيها مجموعة من المؤسسات التعليمية مواد بيولوجية بديلة كالسماد والمبيدات الطبيعية ومنتوجات صديقة للبيئة.