ف.الم
في الوقت الذي ألغى فيه الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة العرض العسكري بمناسبة ذكرى استقلال الجزائر حتى لا يتم تفسيره على أنه استعراض للقوة الموجهة ضد المغرب، ينشغل نظام تبون في الفترة الحالية في تنظيم عرض عسكري كبير في ال 5 يوليو ، الذي يصادف الذكرى الستين لاستقلال الجزائر.
ووفق تقارير إعلامية جزائرية فقد خصصت الحكومة الجزائرية مبلغ 30 مليون يورو (32 مليون دولار)، نفقات للاحتفال بستينية عيد الاستقلال؛ جزء منه موجّه لتغطية نفقات الاستعراض العسكري الضخم المقرر في الخامس من يوليو المقبل في العاصمة الجزائرية.
وبحسب مراقبين، فإن هذا العرض العسكري، الذي يجري في سياق خارجي وإقليمي متوتر ، يريد منه قصر المرادية استعراض القوة لإظهار الترسانة المسلحة الجزائرية في ظل.التوترات بين جارتها الغربية المغرب.
ويعود تاريخ تنظيم أول عرض عسكري من هذا النوع إلى 1 نوفمبر 1962، وفي عام 2004 ، أعلن الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة عن إلغاء العرض بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة التحرير، قائلا في خطاب ألقاه أمام المسؤولين” حتى لا يقول هؤلاء الناس إن الجزائريين يسكبون الزيت على النار ، بينما الجزائريون يريدون رؤية رجال الجيش في عرض عسكري ، في هذه الذكرى العزيزة علينا”.
وفي ذات السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر توفيق بوقاعدة إن الاستعراض الذي تنوي الجزائر تنظيمه له أهداف عدة، وأوضح في حديث مع صحيفة”العربي الجديد”، أن “الهدف الأول هو الترويج للمنجز المحقق على المستوى العسكري لدى الشعب الجزائري، وخلق نوع من الثقة لديه في السلطة التي عجزت عن تحقيق المنجز السياسي والاقتصادي منذ انتخاب الرئيس عبد المحيد تبون، وتحاول عبر هذا الاستعراض التغطية على الإخفاقات المسجلة”.
أما الهدف الثاني، وفق بوقاعدة، فهو “بعث رسائل لأطراف خارجية عن قدرات الجيش الجزائري والكفاءة التي بات يتمتع بها، وقدرته على مواجهة أي تهديد خارجي مهما كان نوعه ومصدره”.
وبرأي بوقاعدة “فإن هناك هدفاً آخر يبدو مهماً، وهو إعلان ميداني عن انتهاء ظاهرة الإرهاب، التي كانت سبباً مباشراً لوقف هذه المظاهر الاحتفالية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي”.