عبرت المعارضة التونسية عن استنكارها لاستضافة زعيم جبهة البوليساريو في تونس من قبل الرئيس قيس سعيد.
و كتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد “استقبال رئيس الجمهورية لزعيم جبهة البوليساريو انحراف خطير وحياد غير مسبوق عن ثوابت الديبلوماسية التونسية وغباء دبلوماسي وانتحار سياسي للرئيس قيس سعيد سيعرض المصالح العليا لتونس ومصداقيتها بين الدول لصعوبات كبيرة”.
وأضاف “لم يستقبل الرئيس سعيد رؤساء دول أفارقة أشقاء شرفوا بلادنا بحضورهم لندوة تيكاد اليابانية الدولية للتنمية في إفريقيا، بل وأوفد الرئيس رئيسة حكومة الرئيس لاستقبالهم، دون تحية العلم ولا عزف للنشيد الوطني ولا استعراض لتشكيلات من الجيش والأمن، فكانت مواكب حزبنة بلا طعم ولا رائحة، ولكنه قرر استقبال زعيم جبهة البوليساريو شخصيا وبحفاوة كبيرة، في حين كان يمكن إيفاد أحد أعضاء الحكومة. اخترنا هدنة إرادية بـ72 ساعة طيلة الندوة الدولية حرصا على وحدة تونس أمام العالم، لكن وزير خارجية التدابير والرئيس خرقاها بهذه الفعلة الخرقاء”.
وبدوره نشر غازي الشواشي الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي سلسلة تدوينات قال فيها “أول خرق لدستور قيس سعيد من طرف قيس سعيد نفسه: الفصل السّابع من الدستور (الجمهوريّة التونسية جزء من المغرب العربي الكبير تعمل على تحقيق وحدته في نطاق المصلحة المشتركة)”.
وأضاف “بعد تدميره لمؤسسات الدولة التونسية وتعطيله لمسار الانتقال الديمقراطي واغتصابه لكل السلطات، يتجه الآن نحو تدمير علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة والإضرار بمصالحنا الديبلوماسية والاقتصادية التي تربطنا بها”.
وتساءل “ماذا تفعل “جبهة البوليساريو” في قمة اقتصادية استثمارية تجمع الدول الإفريقية في اليابان، خاصة وأن هذه الأخيرة لا تعترف بالبوليساريو؟”.
وأضاف “جمهورية قيس سعيد تعترف بجبهة البوليساريو الانفصالية وتقر بذلك بمبدأ تقسيم المغرب الشقيق”.
وتساءل المؤرخ عبد اللطيف الحناشي بقوله “ألا يمثّل استقبال الرئيس قيس سعيد رسميا في مطار تونس قرطاج للأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي الذي جاء للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا التيكاد 8، خرقا للموقف الدبلوماسي التونسي تجاه قضية الصحراء؟ فلم يفعلها لا المرحوم الرئيس الحبيب بورقيبة عند انعقاد القمة العربية 1979 ولا المرحوم الرئيس بن عليّ عند انعقاد القمة سنة 2004 ولا المرحوم الرئيس الباجي قائد السبسي في مارس 2019. ما يمثل خرقا للموقف الدبلوماسي التونسي الذي تميّز بالحياد من تلك “المسألة” منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي”.
وكتب الخبير الاقتصادي والناشط السياسي مُعز الجودي “المغاربة لديهم الحق، وقيس سعيد أدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها. تونس كانت دائما محايدة ويجب أن تبقى كذلك. مصالحنا الحيوية مع أشقائنا المغاربة أهم وأعمق بكثير من أي علاقة مع جبهة البوليساريو”.