المحرر الرباط
اثار الشريط الذي ظهر فيه الملك محمد السادس رفقة اصدقائه باحد شوارع فرنسا، الكثير من اللغط، و تمخضت عنه حرب ضروس بين من يسعى الى زعزعة استقرار هذا الوطن، و من يؤمنون بالمؤسسة الملكية كركيزة ترفع الخيمة التي يجتمع تحت ظلها المغاربة.
شريط عادي لا يتجاوز سقف ما عرفناه على محمد السادس من طباع التواضع و الانفتاح على جميع مكونات المجتمع المغربي، حاول البعض تأويله و جعله جرما لغاية معروفة، لم ينجح الخصوم في تحقيقها منذ ان اصبحت الجزائر تعتبرنا عدوا لها.
ما تم تداوله من اشاعات، خرج المغاربة لتفنيده بالدليل، و نشروا اشرطة للملك محمد السادس و هو يمشي بنفس الطريقة، بسبب اصابة في رجله يقال انها ناتجة عن ممارسة الرياضة، اثرت على ركبته، و هي الرواية التي صدقها المغاربة و امنوا بها دون تفكير، و ها هم السوم يعيشون حياتهم بشكل عادي يفتحرون بملكهم كما كان اجدادهم يفتخرون بأجداده.
لن نتحدث عن الذين كانوا برفقة الملك، لأنهم معروفون في الاوساط الرياضية، و لن ندافع عن جلالته، طالما ان اسم محمد السادس لوحده، كفيل بالدفاع عن امة باكملها، و سمعته لا تحتاج لمن يعرف الناس بها، كما اننا لن ندافع عن تهاون الاجهزة الفرنسية في توفير الحماية لرئيس دولة يتجول دون بروتوكول، او ندكرها بأن بلادنا لاتزال تسهر على حماية رجال اعمالها و حتى سياحها اينما حلوا و ارتحلوا من طنجة الى لكويرة.
و سواء كانت للجزائر أو لفرنسا علاقة بهذا الموضوع، فما نود التأكيد عليه، هو انهما لم يفهما بعد عقيدة المغاربة، و لم يتمكنوا من تفكيك شفرة العلاقة التي تجمع الشعب بالعرش في بلادنا، بل و سنخبرهم و الابتسامة تغمر وجوهنا، أنهم اذا يضيعون وقتهم ان كانوا يعتقدون أن بامكانهم الوصول الى تفكيك ما يجمع العلويين بالمغاربة، و لهم في التاريخ قصص و حكايات ان كانوا يعقلون.
و ان كانت علاقة الجزائريين بتبون، مبنية على ذبابات العسكر و هراوات الشرطة، او علاقة الفرنسيين برئيسهم مبنية على تلك الديموقراطية المزيفة التي يعرف تفاصيلها العالم باسره، فان ما يجمع المغاربة بمحمد السادس يمكن اعتباره عقيدة مرسخة، لا يمكن لاي مخابرات في العالم أن تخترقها أو ان تلعب في اعداداتها، فقط ندعوهم لمراجعة الاشرطة التي توثق لجنازة الحسن الثاني للتأكد من مكانة الملك العلوي في قلوب شعبه.
ما لا يعرفه من سرب الشريط و حور مضمونه، هو أن محمد السادس، ليس مجرد اسم يحكم المغرب في اطار الاعراف التقليدية لمعظم الدول، بل هو شخصية محبوبة بامكانه باشراة واحدة، اخراج اربعين مليون مغربي من منازلهم للحرب، هو ذلك الملك الهادئ و المسالم، الذي لطالما بادل الشوك بالورد، و رد على الاساءة بحسن المعاملة، ولازال كذلك لأنه لا يعرف للشر طريقا، ولا يحري بين الناس بسوء، ولا يتسسب في الاذى لاي كان.
محمد السادس، امضى شهورا في فرنسا، و لازال المغرب و المغاربة كما تركهم، اوفياء له، مخلصون لبيعته، ينتظرون عودته و يدعون له و لوالدته بالشفاء، لانهم يعلمون انه لم يؤذي نملة في يوم من الايام، و متأكدون من أن المغرب لن يحكمه رجل احسن من منه، و لن يؤمنه رجال احسن من هؤلاء الذين يسهرون على امنه، و القافلة تسير بخطوات ثابته، و كلما تعرض ملكنا لهكذا تصرفات رعناء، زاد حبنا له و تمسكنا به و دعونا الله أن يبقيه تاجا فوق رؤوسنا، نبايعه على الوفاء و الاخلاص و نشهد الله اننا نموت كي يحيى الوطن بملكه و مؤسساته و شعبه.
افعلوا ما شئتم، ستبقى مؤسساتنا الامنية تحمي رعاياكم، و لن تسمح لنفسها او لاي كان أن بتصوير رؤساءكم، و لن يبادلكم ملكنا سوى الاحترام و المساعدة، اما علاقة المغاربة بذلك الرجل الذي يحل ضيفا عليكم، فلن تستطيعوا بمخابراتكم و اموالكم اختراقها، حتى و ان باعت الجزائر صحراءها بنفطها و غازها، لان ما يجمعنا بمحمد السادس ليس هو ما يجمع الجيران بتبون الذي لازلنا نحترمه فقط لان ملكنا امر بدلك.