زار القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، السيد لورانس م. راندولف، أمس الثلاثاء، معهد التكوين في مهن الصحة والعمل الاجتماعي بوجدة، المنجز بدعم من صندوق “شراكة” المحدث في إطار برنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الممول من طرف الحكومة الأمريكية.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة للوقوف على جودة أشغال البنيات التحتية المنجزة على مستوى هذا المعهد، والتي اكتملت منتصف شهر أبريل المنصرم، وكذا التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود وتعزيز التنسيق بغية استكمال المكونات الأخرى للمشروع المتعلقة أساسا بتوريد وتركيب وتشغيل التجهيزات، وتوظيف وتكوين أطر المعهد.
وهمت أشغال البنيات التحتية لهذا المشروع، الذي يناهز الاستثمار الإجمالي المعبأ له 73,7 مليون درهم، بما في ذلك مساهمة قدرها 62,2 مليون درهم لصندوق “شراكة”، بالأساس، بناء، على مساحة إجمالية تناهز 13 ألف و380 مترا مربعا، بما في ذلك مساحة مغطاة تبلغ 5 آلاف و724 مترا مربعا، مرافق مخصصة للتكوين (ورشات للتكوين والمحاكاة، وقاعات للدراسة، وقاعات معلوماتية ومتخصصة، وقاعة للمؤتمرات، وقاعة للاجتماعات، ووحدة للموارد الديداكتيكية…)، وداخلية بسعة 124 متدربا ومتدربة، ومرافق إدارية.
وأكد شركاء المشروع أن هذا الأخير، الذي يقوده مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية ذات الصلة بإحداث جيل جديد من مؤسسات التكوين المهني التي تشرك بشكل أفضل القطاع الخاص.
كما يعد ثمرة شراكة مع فاعلين من القطاع الخاص (الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة)، بالإضافة إلى أنه يضم شركاء من القطاع العام، خاصة وزارتي الصحة والحماية الاجتماعية، والادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات.
وتجسدت هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال إنشاء “مجلس المؤسسة”، كهيئة لحكامة هذا المعهد يرأسها القطاع الخاص (الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة).
وسيوفر هذا المعهد، الذي من المرتقب الشروع في استغلاله بمناسبة الموسم التكويني المقبل، 736 مقعدا بيداغوجيا سنويا برسم التكوين الأساسي (مستويات التأهيل، والتقني، والتقني المتخصص) في 11 شعبة، من بينها على الخصوص الصيانة الطبية الحيوية، والأشعة والتصوير الطبي، والتحليلات الطبية، والتنظير والاستكشاف الوظيفي، وغرفة العمليات، والرعاية العامة، والترويض، وإعادة التأهيل.
وسيمكن هذا العرض التكويني من الاستجابة لحاجيات الفاعلين في قطاعي الصحة والعمل الاجتماعي من الكفاءات المؤهلة، كما سيوفر للشباب المنحدرين من وجدة، على الخصوص، ومن جهة الشرق، عموما، آفاقا واعدة في التكوين والإدماج المهني.
وجرت هذه الزيارة بحضور المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية – المغرب، مليكة العسري، والمديرة المقيمة المساعدة لهيئة تحدي الألفية بالمغرب، كلاوديا بيريلا، ومدير التعاون الإفريقي والدولي بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إدريس بطاش.
وفي تصريح للاعلام، أكد السيد راندولف، على أهمية هذا المشروع الذي يندرج في إطار تحقيق أهداف الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في مجال تعزيز التكوين المهني وخلق فرص الشغل للشباب.
وأشار إلى أن هذه البناية “الرائعة” ستضطلع بدور كبير في تكوين أطر في مجال الصحة ودعم القطاع بالمغرب، معربا عن افتخاره للتعاون القائم بين المغرب والولايات المتحدة.
من جهتها، أكدت السيدة العسري أن أشغال هذا المشروع تم الانتهاء منها وأنه بصدد تجهيزه لاستقبال المتدربين وانطلاق الدراسة المرتقبة في يناير المقبل، مشيرة إلى أن هذا المركز ونظيريه ببني ملال ومكناس من شأنها دعم الورش الملكي المتعلق بتعميم التغطية الاجتماعية.
بدوره، أشار السيد بطاش إلى أن هذا المركز سيمكن المتدربين الشباب من اكتساب مهارات متخصصة في المجال الصحي، والمساهمة في إدماجهم في سوق الشغل، بالإضافة إلى تعزيز القطاع على مستوى الجهة بتوفير كفاءات متميزة.
يذكر أن صندوق “شراكة”، يهدف أساسا إلى الإسهام في تعزيز الاندماج المهني للشباب، والرفع من تنافسية المقاولات، واعتماد نماذج للحكامة متوافق بشأنها مع المهنيين.
وتهم المشاريع الخمسة عشر المستفيدة من دعم صندوق “شراكة”، الذي يناهز إجمالي الاستثمارات التي رصدت لها 1,026 مليار درهم، إحداث تسع مؤسسات للتكوين المهني وتوسعة و/أو إعادة تأهيل ست مؤسسات قائمة.
وتشمل هذه المشاريع قطاعات الفلاحة والصناعة الغذائية، والسياحة، والصناعة، والصناعة التقليدية، والبناء والأشغال العمومية، والنقل والخدمات اللوجستية، والصحة.
وتتواجد هذه المؤسسات، التي ستعمل على تكوين حوالي 12 ألف و670 متدربا سنويا، في ست جهات من المملكة؛ وهي الدار البيضاء – سطات، وفاس – مكناس، وطنجة – تطوان – الحسيمة، وبني ملال – خنيفرة، ودرعة – تافيلالت، والشرق.