كم نحن منافقون لا نتذكر قضية الصحراء الا في ذكرى المسيرة الخضراء

المحرر الرباط

 

بينما أتجول يوم امس بين المحطات الراديو، تفاجات بهذا الحب الذي نزل فجأة في قلوب القائمين عليها اتجاه الصحراء، و وقفت على عدد الاغاني التي أذيعت بخصوص مغربية الصحراء، من بينها من انا متاكد من أن أزيد من ثلثي المغاربة لم يسمعوها قط، فتبادر الى ذهني ذلك النفاق الذي يجمع بعض الجهات حول هذه القضية، التي لا نتذكرها الا اذا ما حلت ذكرى المسيرة الخضراء، أو تحدث عنها الملك في احدى خطاباته.

 

نعم يا سادة، انه النفاق الاكبر الذي لا يكبره شيء عدا الموت، نفاق يتضمن أغاني سعد لمجرد و صابر الرباعي على مدار السنة، و أناشيد وطنية يوما واحدا في السنة، لأنه و عندما تحل ذكرى المسيرة الخضراء، نتحول جميعا الى مجاهدين و وطنيين مستعدين للموت من اجل صحرائنا، ثم نفترق يوما واحدا بعد ذلك كل الى مسلكه، و تبقى القضية بين أيدي الانتهازيين و من يدور في فلكهم.

 

هل تعلمون أن الاذاعة اليتيمة التي تمتلكها جبهة البوليساريو تبث أغاني ثورية على مدار الساعة و طيلة السنة؟ هل تعلمون أن الاغاني الانفصالية التي تنتجها الجبهة تضاعف أغانينا حول مغربية الصحراء بالاف المرات؟ كيف لا و نحن لا نتذكر قضيتنا الاولى الا مرة أو مرتين في السنة، أو عندما يخرج احدهم بتصريحات او بتصرفات معادية للصحراء، كما فعل بن كي مون؟؟؟

 

في ذكرى المسيرة الخضراء، تتوحد اذاعاتنا و قنواتنا التلفزية، و تصبح وطنية أكثر من الوطن، و بعد انتهاء الحفل، نعود الى أغاني شاكيرا و أحلام، و كان شيئا لم يقع، و كأن المغرب لا يحتاج الى قنوات توعي الراي العام بقضيته، هناك يذهب كل الى غايته، و يعود الفاسدون الى المتاجرة بنفس القضية، القضية الوطنية و ما ادراك ما القضية الوطنية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد