كوثر علاموا للمحرر
اختتمت، يوم أمس الأحد، فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان جني الرمان بمنطقة أولاد عبد الله، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة الخلفية بإقليم الفقيه بن صالح، والذي دأبت ساكنة المنطقة تخليده كل سنة للاحتفاء بشجرة الرمان وثمارها، نظير ما تمثله لديهم من قدسية ورمزية تضرب في عمق التاريخ.
ويتطلع المنظمون من خلال هذه التظاهرة السنوية، إلى الارتقاء بالمنطقة والرفع من مستوى التنمية المحلية عبر التعريف أكثر بمنتوج الرمان، وما يتفرد به من خصوصيات، على الصعيدين الوطني والدولي بغية خلق فرص للتصدير، وضمان مورد مدر للدخل لفائدة الفلاحين، و تطوير خبراتهم ومكتسباتهم في مجال الفلاحة.
وسهرت اللجنة المنظمة، وهي جمعية بلادي للبيئة والتنمية بأولاد عبد الله والجماعة الترابية الخلفية وبدعم مجلس جهة بني ملال خنيفرة والمجلس الإقليمي للفقيه بن صالح، على برمجة ثلاث ندوات رئيسية على مدى أربعة أيام، عرفت تدخل مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين المختصين وحضور فعاليات من المجتمع المدني وتلاميذ المؤسسة التعليمية بولاد عبد الله. وتمحورت الندوة الأولى حول موضوع المسيرة الخضراء كمدرسة رائدة في التحرر، في حين سلطت الثانية الضوء على القضايا البيئية الكبرى، أما الندوة الثالثة فتطرقت إلى موضوع المناخ وتأثيره على أنماط العيش في العالم، وذلك تزامنا مع السياق الوطني في الاحتفال بالذكرى الواحد والأربعين من تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، واستضافة المغرب لمؤتمر الأطراف كوب 22.
وشاركت في المهرجان الذي حجت إليه الساكنة المحلية ومجموعة من الدواوير المجاورة، إضافة إلى الزوار الوافدين عليه من داخل أرض الوطن وخارجه، حوالي 20 فرقة فولكرولية للتبوريدة مثلت مختلف المناطق المغربية المشهورة بهذا الفن كمنطقة الشاوية ودكالة وبني ملال والفقيه بن صالح وسطات، وتفننت في تقديم عروضها الفرجوية التقليدية مازجة بين الطريقة الشرقاوية والخياطية واللعبوبية التي تشتهر بها منطقة ثلاثاء سيدي بنور.
وذكر مصطفى رؤوف، رئيس جمعية بلادي للبيئة والتنمية بولاد عبد الله، على هامش المهرجان أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة السنوية هو التعريف بالمنطقة وبالخصوصية الثقافية وبالمؤهلات الاقتصادية والموارد التي تزخر بها المنطقة وعلى رأسها شجرة الرمان ومنتوج “السفري” الذي يتصدر قائمة أنواع الرمان وأجودها كالخرازي وعنق الحمام والمسكي، كاشفا أن إنتاج المنطقة للرمان يمثل 45 في المائة من الإنتاج الوطني الإجمالي.
في نفس السياق، أكد عبد الله وهواه، رئيس جماعة الخلفية، الشريكة في تنظيم هذه التظاهرة، أن الموسم تجاوز حدود المحلي والجهوي وارتدى ثوبا وطنيا ودوليا، بعدما أصبح رمان منطقة أولاد عبد الله يصل إلى العديد ملال دول العربية والغربية كالإمارات وقطر ولبنان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، موضحا أن الفضل يعود أولا وأخيرا إلى هذه المناسبة السنوية التي خلقت اشعاعا للمنطقة وعرفت بمواردها الطبيعية.